Zenko Magazine
المؤرخ الراحل الموسى.. ذاكرة الأردن الحية

​أن تكون مؤرخا أو كاتبا ذلك ليس بموضوع صعب، ولكن ان تصبح أنت الاول والاشهر والمرجع في هذا المجال فذلك هو الانجاز. برع المؤرخ الكاتب الراحل سليمان الموسى بكتابة تاريخ الاردن الى درجة انه لقب بـ (حارس الذاكرة الاردنية) و(عميد المؤرخين) و (ذاكرة الاردن الحية). ولع الموسى بحب الاردن وكتابة تاريخه الى درجة انه اضطر لاستخدام يده اليسرى بكتابة كتاب (تاريخ الاردن في القرن العشرين) عام ١٩٥٩ بالاشتراك مع منيب الماضي لانه كتبه في فترة قياسية جعلت يده اليمنى ترتخي حيث ان الكتاب مؤلف من ٧٢٠ صفحة من القطع الكبير.

الجامعة الاردنية التي كرمت الموسى باطلاق اسمه على قاعة للدراسات العليا ومناقشة الرسائل الجامعية، تنظم في الثاني عشر من الشهر الجاري احتفالا تكريميا للمؤرخ للراحل، يديره الدكتور عبد المجيد الشناق، وينتهي بزيارة قاعة المؤرخ سليمان الموسى -وهي القاعة التي تم تجهيزها الصيف الماضي-. قاعة للدراسات العليا باسم الموسى وبحسب عميد كلية الاداب الدكتور محمد القضاة فان القاعة تعد الافضل في الجامعة ومخصصة للدراسات العليا ومناقشة الرسائل. فيما يشير استاذ الاتصال و الاعلام الكاتب الدكتور عصام الموسى بان «قاعة المؤرخ سليمان الموسى» زودت بطاولة محاطة بمقاعد متحركة لمناقشي رسائل الماجستير والدكتوراه، اضافة الى ستين مقعداً تحيط بجنبات القاعة للحضور، كما زودت بلوح ذكي متصل بحاسوب وجهاز عرض ومكيفة. مضيفا ان القاعة تم تجهيزها بتبرع من (آل الموسى) بعد ان اطلقت الجامعة اسمه على القاعة تكريما له. وتمت مناقشة اول رسالة دكتوراه بالقاعة تحت اشراف الدكتور علي محافظة، فيما كان افتتحها رئيس الوزراء الاسبق معروف البخيت.
عندما تدخل القاعة تجد على يمينك مجموعة من الصور تبين نشاطات المؤرخ الراحل وتكريمه من من قبل جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، وجلالة الملك عبداالله الثاني، ولقاءاته مع شخصيات تاريخية اجتمع بها مثل: توفيق السويدي رئيس وزراء العراق الاسبق وكلوب باشا وسليمان النابلسي وغيرهم. وعلى شمالك خزانة تجمع مؤلفات الراحل التي تزيد عن اربعين مؤلفا ومن اشهرها كتابه «لورنس وجهة نظر عربية»، اضافة لمجموعة من الكتب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية واليابانية، تحيط بصورة مؤلفها سليمان الموسى. ومن اجمل تفاصيل القاعة وجود الالات الكاتبة التي كان يستخدمها المؤرخ لطباعة كتبه باللغتين العربية والانجليزية. حارس الذاكرة الأردنية وسليمان الموسى (1919-8 حزيران 2008 ،(مؤرخ ومؤلف وكاتب أردني. ولد في قرية الرفيد إلى الشمال من مدينة إربد. تلقى علومه الأولى في كُتّاب القرية ومدرستها، ثم التحق في مدرسة الحصن، وحصل في وقت لاحق على دبلوم من بريطانيا بالمراسلة. عاش الموسى عاش حياة القرية والريف الأردني، وعمل بداية في التدريس، واشتغل بعدها سنوات عدّة في مجالات مختلفة. وفي عام 1957 م التحق بالخدمة في جهاز الحكومة الأردنية، موظفاً في الإذاعة الأردنية، ثم في دائرة المطبوعات والنشر، ومستشاراً ثقافياً في وزارة الإعلام، ثم في وزارة الثقافة والشباب، وأخيراً مستشاراً ثقافياً لأمين عمان الكبرى بين العامين 1984 و 1988 .ترأس تحرير عدة مجلات، مثل: مجلة رسالة الأردن، ومجلة أفكار، وغيرها. يعد الموسى من أكبر المؤرخين الذين ساهموا بتأريخ الأردن الحديث في القرن العشرين. وتعد كتاباته توثيقا لتاريخ الاردن بدءا من الإمارة وحتى المملكة الحديثة، وقد غطت مؤلفاته الثورة العربية الكبرى، بالإضافة للعديد من الكتابات عن رجالات الأردن الحديث. ومن بين مؤلفاته العديد (أيام لا تنسى:الاردن في حرب عام 1948) ،(تاريخ الأردن في القرن العشرين بجزءين)، (صور من البطولة)، (غريبون في بلاد العرب)، (الحركة العربية ١٩٠٨-١٩٢٤) ،(تأسيس الإمارة الأردنية)، (خطوات على الطريق)، و(مذكراته: ثمانون عاما). توفي الموسى في ٨ حزيران قبل ١١ عاما عن حياة حافلة بالعطاء والإبداع. كرم الموسى في حياته، فقد حصل على وسام الاستقلال في العام 1971 ،ووسام الحسين للعطاء المتميز، وجائزة الدولة التقديرية، وجائزة الملك عبد االله الأول لبحوث الحضارة الإسلامية.
وقد استقبل جلالة الملك عبد االله الثاني الموسى قبل فترة وجيزة من وفاته، حيث أهدى الملك بعض مؤلفاته. وفي نفس عام وفاته أقامت وزارة الثقافة حفل تأبين له القت فيه بعض الشخصيات كلمات عن الفقيد، إضافة إلى كلمة آل الفقيد، واقيم معرض صور شخصية عن الفقيد في القاعة الخارجية بالمركز الثقافي الملكي، وفيلم وثائقي عن الراحل. اعترف النقاد الاجانب بفضله وقال يوجين روجن لا يمكن ان يدرس تاريخ المنطقة وخاصة الاردن دون العودة لمؤلفات المؤرخ الموسى
 
2019/03/04