Zenko Magazine
منتدون في "الأردنية" يستذكرون إنجازات مؤرخ الأردن سليمان الموسى

 

​قال المؤرخ الدكتور علي محافظة ان «كتب مؤرخ الاردن الراحل سليمان الموسى تعد المرجع الاول لكل باحث في الشؤون السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية محليا».
 
وبين محافظة، في الندوة الاستذكارية التي عقدها أمس قسم التاريخ/ كلية الاداب في الجامعة الاردنية، وادارها الدكتور عبد المجيد الشناق بحضور من اساتذة الجامعة  وطلابها استذكارا للمؤرخ سليمان الموسى :«ان الموسى يعد ظاهرة ثقافية فريدة في الاردن».
 
واكد محافظة «ان الموسى لم يكن مؤرخا فقط بل كان اديبا ايضا يتقن اللغة العربية، مالكا للمعلومات التاريخية في ذاكرته والتي تدهش اي باحث يحاوره ».
 
واستذكر محافظة كيف توثقت صداقته بالراحل الموسى عام ١٩٧١ بعدما عين محافظة محاضرا متفرغا في الجامعة الاردنية. وتابع «كان الموسى رجلا عصاميا مثله مثل عباس العقاد في مصر، بنى نفسه بنفسه، وتلك العصامية هي التي جعلته يتقن الكتابة التاريخية بطريقة علمية سليمة».
 
 واكد محافظة ان «الموسى كان ذكيا جدا لحصره اهتمامه بتاريخ الاردن المعاصر والثورة العربية الكبرى التي هي الجذر الاساسي الفكري لقيام الدولة الاردنية»، اضافة لتناوله بدايات الوعي السياسي والقومي في المنطقة حيث اجاد واتقن فاصبحت كتبه مرجعا اساسيا لكل باحث لا يمكن الاستغناء عنها، وانه ارّخ لفترة مهمة لم يتناولها قبله الا كبار المؤرخين في بيروت.
 
 الناصر: مرجع يحتذى به من جانبه استذكر نعيم الناصر، كرفيق درب للراحل، كيف بنى سليمان الموسى فلسفته الاجتماعية على اربعة مرتكزات تمثلت في «عدم الغضب، وايجاد عذر للاخرين، والعمل بالمثل القائل (الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك)، واخيرا العمل بمبدأ اعمل كل يوم شيئا قليلا لكنه في النهاية يجمع».
 
مؤكدا ان هذه المرتكزات تعد مرجعا يحتذى به. الشرايري: غزل بيديه خيوط النهضة فيما قال الدكتور خالد الشرايري «ان الموسى من اعظم الرواد الذين غزلوا بايدهم خيوط النهضة محليا».
 
مستذكرا كيف ان الموسى كان يتكبد المشاق ويقطع المسافات للحصول على المعلومة ليوثقها. وتابع الشرايري ان الموسى اختط لنفسه دربا خاصا لذاته لاكتشاف الحقيقة وتوثيقها، ولم يمنعه من كتابة تاريخ الاردن المشاق المادية او بعد المسافات. فكان دقيقا في جمعه، مخلصا في قوله، متزنا، بعيد النظر. وهو احد ثلة من الرواد ممن بنوا للاردن سورا وسياجا يحمي تاريخ وارث البلد.
 
مؤكدا «لولا الموسى لضاع نصف تاريخ الاردن». الموسى: والدي غطى قرنا كاملا من تاريخ المملكة استاذ الاتصال و الاعلام الكاتب د.عصام سليمان الموسى، اكبر ابناء الراحل الموسى، اجاب في كلمته على تساؤل رئيس الندوه الدكتور الشناق: «لماذا تحول والده سليمان الموسى لكتابة التاريخ؟»، فقال: ان والده بدا مهتما بالادب والشعر، الا ان قراءات والده بتاريخ الثورة العربية الكبرى ملأت نفسه اعجابا بشخصية الحسين بن علي، فكان الحسين في تلك السن المبكرة وهو ابن عشرين ربيعا «بطلا» يحتذى، مما جعله ينكب على وضع كتاب (الحسين بن علي والثورة العربية الكبرى) في ثلاثة شهور عام ١٩٣٩ وهو في العشرين من عمره.
 
وعن كتاب الموسى (تاريخ الاردن في القرن العشرين) قال د.عصام: بأن والده كتب هذا الكتاب نتيجة اهتمامه بتدوين تاريخ وطنه الاردن.
 
 منوها بأن تعاون والده مع المرحوم منيب الماضي حوّل فكرة الكتاب لمشروع ضخم صار مرجعا للمؤرخين عن تلك المرحلة التي غطت نشوء الامارة ثم المملكة حتى عام ١٩٥٨ .
 
وفي التسعينيات وضع الموسى مجلده الثاني عن تاريخ الاردن في القرن العشرين، وبذلك يكون غطى قرنا كاملا من تاريخ الوطن.
 
وانتهت الندوة بزيارة قاعة المؤرخ سليمان الموسى في مبنى كلية الاداب، والتي جهزها آل الموسى باحدث التجهيزات، بعد ان اطلقت الجامعة الاردنية اسمه على احدى قاعاتها وفاء لذكراه وانجازاته من كتب عن تاريخ الاردن والثورة العربية الكبرى.
 

 

2019/03/13