جاءت نتائج الثانوية العامة لهذا العام مختلفة تماماً عمّا مضى في العشر سنوات الأخيرة، وبالطبع النتائج كانت كمحصلة لجملة الإجراءات التصحيحية والتصويبية التي وضعتها وزارة التربية والتعليم ووزيرها معالي الأخ الفاضل الدكتور محمد ذنيبات، فكانت النتائج أقرب للواقعية وتعكس المستويات شبه الحقيقية للطلبة سواء في نسب نجاحها أو معدّلاتها التي لم تعُد فلكية البتّة، كمؤشر على ضبط الوزارة للمقاييس الرئيسة لوضع العلامات في ميزان العدالة دون شطط أو غش أو تضخيم أو تلاعب أو تجميل، فلم نعُد نر أعداد طلبة ذوي معدلات فلكية لا بالنسبة المئوية ولا بأعداد الطلبة – وهنا نتحدث عن السواد الأعظم للطلبة لا النخب منهم-، وكأني أجزم بأن الواقعية هي القراءة الأولى في هذه النتائج.
وأمّا نسب النجاح التي جاءت مخيبة للآمال بالرغم من واقعيتها –لأن الحقيقة تصدم غالباً-، وبالطبع لم تكن بالمفاجئة بالنسبة لي شخصياً كأكاديمي يتعامل مع الطلبة الجامعيين يومياً ويدرك المستويات الحقيقية لهم وخصوصاً في قضايا التفكير الإبداعي والتفكير الناقد الذي هو شبه معدوم لدى معظمهم.