عبارة اهمية جودة التعليم العالي هي من العبارات التي يتم ترديدها باستمرار، فلقد حظيت جودة التعليم العالي باهتمام كبير في معظم دول العالم ، مما جعل المفكرين والباحثين يطلقون كلمة عصر الجودة على هذا العصر.وتعتبر ضمان الجودة احدى الركائز الاساسية لنموذج الادارة الناجحة سواء في مجال التعليم الاكاديمي اوغيرة من الاعمال ، مما دفع موسسات التعليم العالي الى ايلاء هذا الموضوع الاهتمام ووضع المعايير والمرتكزات التي تخدم الجودة.
والمتتبع للموضوع يجد أن عدد معايير ضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي في الاردن يصل الى اثنى عشر معياراً، بينما قد يصل الى سبعة الى خمسة معايير اساسية يتفرع منها مرتكزات فرعية في الدول الاوربية وفي اليابان، والمتتبع للقضية يجد انه لابد من دمج بعض هذة المعايير في بعضها البعض لتقليص هذا العدد ولتسهيل تطبيق هذه المعايير، فالمهم لهذه المعايير أن تركز على الحقائق الاساسية التي تشير الى ضمان الجودة.
ومن خلال قراءة للأهم المعايير اجدني اميل الى اقتراح تقليص هذة المعايير الى اربعة او خمسة معايير اساسية ووضع بقية المعايير كمرتكزات فرعية تابعة لها، مركزين على معايير ضمان الجودة التي تخدم تطوير التعليم العالي باستمرار مستفيدين من التجارب الغربية واليابانية، واهم المعايير التي لابد من وضعها كمرتكزات اساسية البحث العلمي سواء النظري، اوالتطبيقي واعطاءهٌ التعزيز النوعي والمادي.
فمع زيادة عدد الجامعات في الاردن لابد من أن تساهم هذه الجامعات في التطوير المستمر والتنمية وذلك لن يكون الا بالاعتماد على البحث العلمي، كما على الجامعات أن تعمل على ربط البحث العلمي بالسوق والبيئة الداخلية والخارجية المحيطة قد يكون هذا المعيار هو الاول لأهميته ،يليه جعل انظمة التعليم اكثر استقلالية لضمان المرونة والتطوير المستمر، وتحسين البنية المادية والادارية في مؤسسات التعليم العالي من خلال تسهيل عملية اتخاذ القرارات وتنفيذها، ، والتنسيق بين الجامعات ومتطلبات وحاجات سوق العمل، والمجتمع المحلي وتعزيز المسؤولية الاجتماعية والمساهمة في تنمية الفرد من خلال تنمية النواحي المتعلقة بشخصية خريجي مؤسسات التعليم العالي، ومن ثم الاهتمام بالابتعاث للجامعات الاوربية والاجنبية للحصول على الشهادات وجلب العلوم والمستجدات الحديثة، وتعزيز مشاركة المعرفة مع الاخرين ،من خلال استخدام كم هائل من المراجع الاجنبية الحديثة للغايات التدريس ،دون أن ننسى حتمية الاهتمام بالترجمة والتعريب وهو دور اساسي يجب ان تقوده مؤسسات التعليم العالي وهي خطوة مهمة جداً في سبيل المحافظة على اللغة العربية.
وفي السياق لابد من التاكيد على اهمية طرح المستجدات في قضايا الجودة للنقاش مرارً وتكراراً من خلال عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل، التي تساعد بدورها في اكتساب خبرات جديدة وظهور فرص أكبر يمكن إستغلالها كما تساعد في تبادل الأفكار والخبرات بين المؤسسات التعليمية، اضافة الى انها تضمن الالمام بأهم القضايا الجديدة في مجال الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة، كل ذلك يجعل الاستمرار في عقد مثل هذه المؤتمرات أمراً ضرورياً. واخيراً اثبت التجربة العملية كفاءة خريجين مؤسسات التعليم العالي من الجامعات الاردنية بدليل قدرتهم على النشر في مجلات علمية عالمية مصنفة وذات مستوى عال ، كذلك مشاركتهم في مؤتمرات عالمية ذات مستوى عال ومتميز ومصنفة عالمياً، كذلك الخريجين من موسسات التعليم العالي الاردنية ،يجدون فرص عمل في الاسواق العربية والخليجية.
وعلينا أن لا ننسى أن لا بأس به من خريجين البكالوريس في الجامعات الاردنية يتم قبولهم في برامج الماجستير والدكتوراة في الدول الاجنبية مما يدل على كفاءة هؤلاء الخريجين ،وبالتالي علينا أن نوقف محاولات الضرب الدائمة والنقد العشوائي على قطاع التعليم العالي في الاردن لأنة كان ومازل وبعون الله يبقى من اهم واول القطاعات التي الرائدة والمتميزة بالاردن ، والتي تحتاج الى افكار بناءة لا نقداً عشوائياً وتنظيرا.