على غير العادة، يستعدّ الطلبة في الجامعة لانتخابات اعتيادية التوقيت، استثنائية العنوان والطرح؛ فإنّ العابر طريقَه ولو مستعجلًا داخل الحرم الجامعي ليستشفّ الجِدّة في طريقة تعاطي الطلبة مع الحملات الانتخابية والدعائية التي يعج بها الحرم الجامعي، حملات ذات تلوّنات وتفاهمات ابتعد عنها التحوّز العشائري إلى حدّ ما، فمؤخرًا أخذ الجسمُ الطلابي وتبعا لنشاطات وفعاليات قام بها الطلبة أنفسهم يستجيبُ وبتفاعل مع تغييرات إقليمية باتت تشغل بالَ الطلبة وتُعمِل حسّ المسؤولية لديهم، وصار الطلاب يقرّون بأنّ ما يجري خارج أسوار الوطن يعنيهم بدرجة أولى، بعد أن كان التنافس بينهم يتمُّ فقط في مدى الكسب الذي تحققه تحالفاتهم وواجهاتهم الإقليمية والعشائرية داخل اتحاد طلبة الجامعة، أقول هذا في الوقت الذي تتراخى فيه يدّ التشدد الإقليمي عن ساحات الحراك الانتخابي، ويبدو الحشد الطلابي متمركزًا في الرغبة في البروز ليس في ساحة المعترك الطلابي وحسب بل وخارجها، فالطلبة لديهم دائما ما يقولونه متسلحين بقوة الطرح والجرأة، إذ الهيئة التنفيذية لاتحاد طلبة الجامعة الأردنية لها شأنها ووزنها الذي تحتفل به مؤسسات الدولة وتمثلاتها كافة.
وقد صار الهمّ العام مؤخّرًا يفوق الهموم الضيقة التي يطرحها مَن مازالوا في طور النماء، فقــــــد شاهدنا بأم أعيننا ردة فعل طلبة الجامعة إزاء قضية استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وكيف صار الطلبة يدخلون استـــوديو إذاعة الجامعة ويعبّرون بموضوعية وحرية تامة عن كل ما يجـــــول بخاطرهـــــم، فقد صار لديهم مساحة لا بأس بها من الذهنية المنفتحة، يدركها الطلبة الذين استفادوا من هامش الحرية المعطى لهم، ومن تبعات التكنولوجيا التي رافقها تفاعل لامنهجي أدارته الجامعة بنجاح، بقي أن نقول إن غاية هذا التفاعل الطلابي إذكاء روح العمل التعاوني بين الطلبة وتربيتهم على الفعل الديمقراطي وغرسه فيهم، لذا لن تسمحَ الجامعة، أبناؤها وموظفوها وكلّ القائمين عليها، ليدِ العبث أن تتطاول، ومن المفترض أن نكون جميعا في صف الجامعة، وفي صف الطلبة الذين يريدون لأنفسهم النهوض والتعبير في الانتخابات المنتظرة، وينبغي درء أي فتنة والحرص على تنمية الحسّ المسؤول عند الطلبة الذين بدأنا نرى فيهم تغييرًا انعكس في تراجع العنف الطلابي وتنامي المشاركة الفاعلة غير المنهجية في جامعتنا الحبيبة.