ذكرت في مقال سابق أن الوضع المالي في الجامعات العامة مأزوم، وأنه لا يسعف في تطوير مواردنا البشرية بالصورة التي نحن قادرون عليها. وكي أمهد لبعض البدائل لحلحلة ذلك الوضع المأزوم، لا بد لي من توضيح واقعه أولا، وشرح كيف أن هذا الواقع يشكل عائقا أمام تطوير مواردنا البشرية ثانيا. بعبارة أخرى، هل التمويل يكفي لتزويد الجامعات بأسباب الارتقاء في جميع مخرجاتها؟ وهل تنسجم آلياته مع سعينا لترسيخ قواعد العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص؟ وإذا كانت غاياتنا تتضمن تطوير مواردنا البشرية بالصورة التي نحن قادرون عليها، فإن ذلك يعني حكما أن لا نسمح لمختلف العوائق أن تحول دون تحقيق تلك الرؤية، بما في ذلك العائق الناجم عن شح الموارد المالية أو عن تبذيرها وسوء استعمالها.