يسعى مجلس التعليم العالي في عهد الدكتور عادل الطويسي الى تحقيق نقلة نوعية في تقييم أداء رؤساء الجامعات، الذين جرى تعيينهم على أساس المفاضلة،وذلك بعد سلسلة طويلة من الجدل الذي صاحب التعيينات أو إنهاء خدمات الرؤساء السابقين.للأسف هناك من يحاول وضع عقبات، في وجه قرارات مجلس التعليم العالي بخصوص تقييم أداء رؤساء الجامعات، الذين هم بشر يصيبون ويخطئون، وهم غير محصنين. أعتقد أنه يكفي أن يُعين الرئيس لمرة واحدة، ولا يجدد له إلا إذا حقق 40% من أهدافه التي من المفترض أن يُقدمها لمجلس أمناء الجامعة بعد ثلاثة أشهر من تعيينه، وهذا الأمر وهو المساءلة على الانجاز غير موجود، حتى في الجامعات ذاتها.فالرئيس يعين نوابا له، لا يتم تقييمهم، وكذلك عمداء الكليات يعينون على اعتبارات القرابات والجهويات والضغوط، وقلة منهم يتولى موقعه بناءً على قدراته وكفاءاته، والدليل ان هناك عمداء يشكلون مفاجأة للرؤساء بأنهم باحثون جادون، لكنهم في الإدارة لا يتمتعون باي مهارات بل يشكلون عناصر تأزيم.اليوم في الجامعات التي تمّ الضغط على رؤسائها لتمثيل مكونات المجتمع، وتم فيها اختراع مسميات عديدة، هناك ازمة انجاز وتضارب صلاحيات، ومثال ذلك، منصب نائب رئيس الجامعة للتعاون الدولي، فهل يمكن ان نفهم ما الداعي له، وماذا انجزوا من هم في هذا الموقع، وما قيمة الأموال والمنح التي حصلوا عليها، وهذا مثال لا يحصر التخبط الموجود، فهناك نواب وعمداء ومدراء عينتهم جهات الضغط الاجتماعي التي تجد في الجامعة واجهات عشائرية للتمثيل، وللأسف نقول أننا نتوقع من رئيس الجامعة انجازات، فإذا كان غير قادر على اختيار فريقه، كيف له ان ينجز ويفعل دور المؤسسة.باعتقادنا هناك ازمة تقييم في أداء القيادات داخل الجامعة، فالمفروض بكل نائب رئيس تقييم الجهات المنسوبة إليه من عمداء ومدراء، والمطلوب من كل عميد تقديم خطة عمل علمية وإدارية وثقافية، وتصدر تقييمات من مكتب النائب المعني ثم ترسل لوحدة الرقابة الداخلية لقياس مدى صحة تحقيق الاهداف، ثم يرسل تقرير للرئيس ولمجلس الأمناء، وبعد سنة يتم التقرير باستمرار او انهاء خدمات أي قيادي داخل الجامعة.للأسف اليوم مجلس التعليم العالي معني بتقييم رؤساء الجامعات وقياس كفاءاتهم، وهو امر حسن وتوجه جيد، لكن الرؤساء انفسهم الذين يمكن لهم أن يقيموا القيادات التي تعمل معهم لا يقومون بذلك. وهذا ما يضعفهم ويضعف تقييمهم لاحقاً. أخيراً، كثيراً ما يُعين نواب وعمداء في الجامعات يشكلون عبئاً على رؤساء الجامعات، لكن قليل جدا أن يجري رئيس جامعة تشكيلات مستعجلة او مفاجأة، وأندر شيء أن يقول رئيس جامعة لنا أنه اخطأ في خياراته لذلك استحق الأمر تغييرات عاجلة لحامية المؤسسة وضمان فاعليتها بشكل أفضل.