يسرني أن أقدّم سلسلة من خمسة مقالات تتحدث عن فلسفة التعليم النهضوي والتي تعنى بنقل التعليم من حالة راكدة الى وضع جديد متحرك. وما النهضة إلا نقلة نوعية من حال إلى حال. تتضمن هذه السلسلة فكراً تربوياً نهضوياً ليس مرتبطاً بأي بُعد سياسي او عقائدي، وليس معادياً لأي بعد آخر. إنه فكر موضوعي يعكس طموحاً وطنيا بتطوير التعليم من خلال إحداث نهضة تربوية.تبدأ السلسلة بمقالة عن التعليم النهضوي وخصائصه وأدواته وأهدافه باعتباره تعليماً يركز على مهارات "كيف": كيف نعرف، وكيف نعمل، وكيف نعيش، وكيف نكون، وهي أهداف عالمية أشهرتها "اليونسكو" كعنوان للتعليم في القرن الحادي والعشرين.وتتناول المقالة الثانية موضوع المتعلم النهضوي، والكفايات اللازمة له مثل كفايات بناء الذات، والكفايات المعرفية العقلية والكفايات الابداعية والاجتماعية، والتي في محصلتها تبني الهوية ونموذج المواطن المنشود.اما المقالة الثالثة، فتتحدث عن المعلم النهضوي باعتباره مُعلِماً مُتعلِماً، يعمل في مجتمع متعلم، ينتج معرفة، ويسعى لأن يكون صاحب مهنة، يضع المتعلم في محور العملية التربوية وغاية لها. وتتحدث المقالة الرابعة عن المناهج النهضوية باعتبارها مناهج معارف وخبرات لا معلومات وحقائق. مناهج عابرة للمواد الدراسية تهدف جميعها لتحقيق نفس الأهداف، مناهج مفاهيم تستخدم المادة وسيلة لبناء المتعلم وليست غاية بذاتها، مناهج تعليم تفكير وإبداع.اما المقالة الخامسة فتتناول المدرسة النهضوية باعتبارها مؤسسة اجتماعية تعمل مع المجتمع، لا تقيم اسواراً تعزلها عنه مدرسة متعلمة تنتج افكاراً وخططاً، اشبه بمختبر للتدريب والتجريب.والهدف النهائي لهذه المقالات هو نشر الفكر التربوي النهضوي وحشد رأي عام قوي يسعى للمشاركة والتأثير على القرار.ومجتمع النهضة التربوية نشأ منذ أيام، بتوقعات عالية وبحماسة ترافق أي عمل، تجاوز هذا المجتمع بعض مشكلات التأسيس والتنازع على الادوار، وتجاوز اختلافات الرؤى حول الحدود والامكانات، ويهمني ان ابرز في هذا الشأن ما يأتي: -إنه مجتمع بمعنى يمتلك رصيداً من القيم المشتركة والتفاعلات والاهداف، فهو ليس فريق عمل، وليس جماعة او مجموعة وليس لجنة او مجلساً. - إنه موجه نحو العمل: وضع فلسفته في تطوير التعليم، وشكل أدواته وبدأ خطواته الأولى.كما أنه: - مجتمع مفتوح لكل راغب وقادر، فلا شروط على الانضمام غير الحماسة والقدرة. - إنه مجتمع يحدد دوراً لكل عضو فيه. - إنه مجتمع يهدف الى انتاج مواد تطويرية، وتقديم نماذج تربوية سليمة الى المسؤولين. - إنه مجتمع صديق لكل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية العاملة في مجال التعليم. - إنه مجتمع يسعى للتشبيك مع جميع المؤسسات المدنية ذات الاهتمام بالتعليم.