ولا يقتصر إعداد الأفراد على تأهيلهم بالمعارف وحسب, بل يقع على عاتق الجامعة خلق الشخصية الوطنية المؤهلة من كافة النواحي التربوية والثقافية، والاجتماعية والنفسية.
وقد أنيطت هذه المهام بوحدات إدارية منسجمة ومتناغمة مع الوحدات الأكاديمية وهي عمادات شؤون الطلبة التي ترعى كافة الأنشطة اللامنهجية وتساهم في تكوين شخصية الفرد وتتوزع بحسب اهتمامات الطلبة إلى نشاطات فنية وثقافية, ورياضية وإبداعية, بالإضافة إلى الخدمات الأخرى التي قد تلزمهم.
وتحقيقا لهذه الرؤى وانسجاما مع الأهداف العامة للدولة كان لا بد أن تسعى إدارات الجامعات وتحديدا العمادات إلى المساهمة الجادة والفعالة في جذب كافة الطلبة من مرجعياتهم الجغرافية والثقافية المختلفة للإسهام في هذا الحراك الثقافي, والاجتماعي والتربوي وتشجيعهم على الانخراط في تحقيق ذواتهم وميولهم ورغباتهم وتبني إبداعاتهم.
إن الإدارة الحصيفة والذكية هي الإدارة القادرة على دمج الطلبة وإشراكهم وإحتضانهم في العملية التربوية بما يخدم مصالح الوطن العليا بعيدا عن سياسات الإقصاء والتهميش والتخوين، وهي الإدارة القادرة على زرع بذور الثقة بأنفس الطلبة والأخذ بأيديهم وتوجيههم والوقوف على مسافة واحدة من الجميع بلا تحيز أو تمييز.
ولأن الجامعة الأردنية المثل والقدوة فقد كان لإدارة الجامعة شرف الامتثال لكل هذه القيم الوطنية الرائعة وانتهاجها نهجا فعليا إنطلاقا من إيمانها العميق بأنها منارة للعلم والتنوير وبما ينسجم مع التوجيهات الملكية السامية كما جاء في الورقة النقاشية السادسة وبعنوان "سيادة القانون أساس الدولة المدنية" التي نصت على أن "مبدأ سيادة القانون هو خضوع الجميع أفرادا ومؤسسات وسلطات لحكم القانون".
وكما ذكرت فإن واجب كل مواطن وأهم ركيزة في عمل كل مسؤول وكل مؤسسة هو حماية وتعزيز سيادة القانون, فهو أساس الإدارة الحصيفة التي تعتمد العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص أساسا في نهجها فلا يمكننا تحقيق التنمية المستدامة وتمكين شبابنا المبدع وتحقيق خططنا التنموية إن لم نضمن تطوير إدارة الدولة وتعزيز مبدأ سيادة القانون وذلك بترسيخ مبادئ العدالة والمساواة والشفافية.
*مساعد عميد شؤون الطلبة-الجامعة الأردنية