في خطوة یشھد لھا لتعزیز العملیة التعلیمیة ولتسویق الجامعات الأردنیة عربیا و دولیا ، قامت وزارة التعلیم العالي والبحث العلمي بإستحداث وحدة إستقطاب الطلبة الوافدین والتي أقرھا مجلس الوزراء في جلسة یوم الإثنین الموافق 2018/3/26 ، لتتولى ھذه الوحدة الدور الإعلامي والتسویقي لجامعاتنا الأردنیة خارجیا ومن خلال الورش والندوات والمؤتمرات التي ستعقد لھذه الغایة. وكالعادة تقوم الوزارة بخطوة إستباقیة لترویج الجامعات الأردنیة والسیاحة التعلیمیة وبالنیابة عن الجامعات الرسمیة والتي قصرت في ھذا الملف ، علما بأن التنسیق لتحقیق ھذا الھدف مع الجامعات مطلوب ومن خلال وحدات تابعة لعمادة شؤون الطلبة والتي یجب أن تعمل جنبا الى جنب مع الوحدة الرئیسیة والتي ستكون تابعة حالیا لوزارة التعلیم العالي والبحث العلمي. إن جامعاتنا الأردنیة والتي نفتخر بھا وبمستواھا العلمي والأكادیمي المتطور والذي یضاھي معظم الجامعات العربیة والدولیة التي یدرس بھا أبناؤنا الأردنیون ینقصھا فقط السیاسة الإعلامیة الممنھجة والترویج السلیم والذي یجب ان یكون من مھام نائب الرئیس لشؤون الإستثمار والإستقطاب وعمادة شؤون الطلبة. خطوة في الإتجاه الصحیح وتحسب لوزارة التعلیم العالي ، ولكن لترى ھذه الخطوة النور وتحصد الثمار التي أسست من أجلھا فلابد من العمل والتنسیق المستمر مع جمیع الجامعات الأردنیة الرسمیة والخاصة ومع البعثات الدبلوماسیة الأردنیة في الخارج. إن عدم قیام جامعاتنا الوطنیة بمھامھا في ھذا المحور جعل الأردن سوقا خصبا وسھلا للجامعات التركیة والمالیزیة وغیرھا من الجامعات لتسویق خططھا وبرامجھا في السوق المحلي وإستقطاب العدد الكبیر من أبناء ھذا البلد للدراسة فیھا ، علما بأن جمیع التخصصات لمرحلتي البكالوریوس والماجستیر متوفرة في جامعاتنا الأردنیة، وما علینا الا العمل على توطین ھؤلاء الطلبة داخلیا ووقف إستنزاف وتحویل العملات الصعبھ للخارج. إن العمل على استقطاب الطلبة الوافدین یجب أن یكون متوازیا مع العمل على توطین الطلبة الأردنیین الراغبین بالدراسة في الخارج في الجامعات الأردنیة وھذا یتطلب تضافر الجھود وتوفر العزیمة والعمل على تعدیل التشریعات. وفي الختام یجب العمل على إستحداث برامج لدراسة الدكتوراة محلیا في جامعاتنا العریقة كالعلوم والتكنولوجیا والجامعة الأردنیة وتوطین طلبتنا فیھا، بحیث تكون ھذه البرامج مشتركة مع جامعات دولیة رائدة في ھذا المجال، مما یعزز ویقوي الدرجات الأكادیمیة التي نمنحھا للطلبة ویقوي الشراكات مع الجامعات العالمیة ویوفر فرص عمل وتبادل للخبرات الأكادیمیة بین جامعاتنا الأردنیة والجامعات العالمیة. حمى الله ھذا البلد الطاھر وملیكھ وشعبھ وجعلھ واحة للعلم ومنارة للعلماء.