مناھج التعلیم التقني إلى الآن في كثیر من مؤسسات التعلیم التقني یتم الخلط ما بین التعلیم التقني والتعلیم التقلیدي عند إعداد المناھج الخاصة بالتعلیم التقني. إن برنامج البكالوریوس في علوم الھندسة – على سبیل المثال – یركز بعمق أكثر على أدوات الریاضیات و العلوم التطبیقیة والمفاھیم المتخصصة بحیث یلم الخریج بالجانب النظري بكل تفاصیلھ وتؤھلھ لتطبیقھا في العمل من .جانب التصمیم والعمل على مزج العلوم النظریة لحل المشاكل الھندسیة أما الھندسة التقنیة على الجانب الآخر، فھي تركز على تطبیق الأسالیب الھندسیة ویكون مجال عمل الخریج في الإنتاج والتصمیم والتشغیل. ومن ھنا یجب التركیز في المدارس الثانویة على .أساسیات الریاضیات الھندسیة والجبریة لیستخدمھا طالب التعلیم التقني أثناء دراستھ و لاحقا في عملھ نود أن نلفت الانتباه إلى أن التعلیم التقني ینقسم إلى فئتین: برامج الدبلوم التقني وبرامج البكالوریوس التقني و ھناك اختلاف كبیر بین الدبلوم التقني والبكالوریوس التقني ولكل منھا مخرجاتھا الخاصة بھا ولیس من السھولة بشيء التجسیر ما بینھما كما ھو الخطأ الشائع .حالیا في بلادنا حسب المواصفات والاعتمادات العالمیة فإن خریج الدبلوم التقني یسمى فني بینما خریج البكالوریوس التقني یسمى تكنولوجي ولیس مھندسا تكنولوجیا وھذا مھم جدا ولذلك ھناك بعض الھیئات والنقابات لا تعترف بخریج البكالوریوس التقني كمھندس وذلك لأنھ لا .یتمتع بمھارات خاصة كتلك الموجودة في بكالوریوس علوم الھندسة توجد ثلاث مؤسسات رئیسیة عالمیة لاعتماد البرامج – و نأخذ ھنا الھندسة على سبیل المثال –على النحو التالي: أولا: اعتماد واشنطن إذ یقوم باعتماد برامج علوم الھندسة، ثانیا: اعتماد سیدني والذي یقوم باعتماد برامج بكالوریوس الھندسة التقنیة، وأخیرا ھو اعتماد دبلن الذي یعتمد برامج الدبلوم الفني ونلاحظ ھنا أن التعلیم المھني لا یدخل في ھذا الاعتماد لأنھ مختلف من حیث المدخلات .والمخرجات المطلوبة و لھ الكفایات الخاصة بھ اكادیمیا ھناك طلبة یتمیزون بالذكاء العلمي النظري یرتكز علي الریاضات و العلوم الاساسیة وھناك آخرون یتمیزون بالذكاء الصناعي أو التطبیقي، ومن خبرتنا في ھذا المجال وجدنا أن الكثیر من الطلبة یتمیزون بالإبداع والابتكار والحرفیة في التعلیم التقني وھو ما نحتاج إلیھ في سوق العمل.إن التعلیم التقني في جلھ یعتمد على الحد الأدنى الكافي من الجانب النظري الذي یحتاجھ الخریج في دراستھ و عملھ بالإضافة إلى مساحة كبیرة من الجانب التطبیقي (العملي أو المخبري) لكل المواد التي فیھا إمكانیة التطبیق إما في الجامعة أو في المصانع والشركات إن لزم ویركز الجانب النظري على تعلم الأسالیب الھندسیة وكیفیة استخدام التطبیقات الھندسیة .المباشرة یجب أن یمر الجانب التطبیقي بمراحل من المعاینة إلى التنفیذ الیدوي بحیث یكون ھناك منصة خاصة للعمل لكل طالب على عكس ما .ھو الحال بحیث یكون الطالب مراقبا من بعید والمشرف یقوم بكل أعمال التطبیق بالإضافة إلى تواجد العشرات على نفس الجھاز وأیضا یجب الاھتمام بتدریب الطالب على مھارات التفكیر النقدي وحل المشاكل والتشجیع على الإبداع والابتكار وریادة الأعمال د. محمد غیث .بحیث تكون احد مكونات المنھاج و التي ھي مھملة في واقع التعلیم الحالي والتأكید على تدریس الریاضیات والعلوم ضمن محتوى (نطاق) التطبیقات الھندسیة الحقیقیة والتكامل بین النظري والممارسة .الصناعیة ومتطلبات التصمیم الحالیة من المھم أیضا أن یتم إشراك الصناعة وأرباب العمل والنقابات والھیئات ذات العلاقة في إعداد المناھج التقنیة لتلبي احتیاجات الصناعةالمحلیة والإقلیمیة الأمر الذي یؤدي إلى إقبال أكبر من الصناعة على خریجینا بل إنھ یفضل عقد لقاءات سنویة أو نصف سنویة معھم من أجل إغلاق الفجوات الناجمة ما بین النظریة والواقع.أیضا یجب إشراك الصناعة في تدریس بعض المساقات لإثراء .الطلبة بالخبرات العملیة وتبادلھا مع أعضاء الھیئة التدریسیة في الجامعة یجب التشجیع على البحث التطبیقي من خلال البحث التدریسي والذي یثري العملیة التعلیمیة للطالب والمدرس.یجب أن یكون ھناك مخرجات تعلمیة لكل برنامج وأیضا لكل مساق في المنھاج بحیث یتم الربط بینھما لتحقیق النتائج المطلوبة ویتجلى ذلك أیضا من خلال ربط أدوات التقییم مع المخرجات التعلمیة للبرنامج لیتسنى قیاس مدى تحقیق المخرجات المطلوبة و یجب الانتباه إلى آلیة اختیار أدوات التقییم لتنسجم مع فلسفة التعلیم التقني الأمر الذي یتطلب إعداد خطط تأھیلیة لأعضاء الھیئة التدریسیة على تدریس مناھج التعلیم .التقني