نجحت الجامعة الاردنیة في تغییر الصورة النمطیة للانتخابات الجامعیة بانتھاج دوائر انتخابیة على مستوى الجامعة والكلیة، وبھذا أنھت العصبیة والإقلیمیة والفئویة، وجاءت النتائج على عكس ما كان یتوقعھ اصحاب الاجندة العرمرمیة، ھكذا كانت الاردنیة تعیش یوما قل نظیره، ولھذا الدرس الدیمقراطي نرفع أیدینا أجلالا واحتراما للبعد الحضاري والیوم الدیمقراطي الذي عاشتھ الأردنیة الخمیس الماضي، حیث كنت أقف مع أسرة الجامعة منذ بدء الانتخابات حتى اعلان النتائج، كنت اشعر بحماسة الطلبة والأجواء الدافئة التي سادت انتخاباتھم، حیث جرت في أجواء عامة ساد بدایتھا الترقب والخوف، وفي ظل قانون انتخاب جامعي جدید یحكم العملیة الدیمقراطیة برمتھا، خاصة بوجود قائمة على مستوى الجامعة واخرى على مستوى الكلیات، ونحن ھنا أمام تجربة ناضجة وجادة ودیمقراطیة بامتیاز لم یشبھا شائبة، نالھا أسئلة كثیرة قبیل الانتخابات، وھا نحن امام صورة ناصعة تجیب عن الأسئلة بأریحیة النتائج والتعامل والمواقف الایجابیة التي جرت فیھا الانتخابات، صحیح ّ أن الانتخابات جرت تحت شعارات طالبیة بسیطة لا تمثل الصورة التي یحلم بھا الجمیع، شعارات لا تعبر عن حالة فكریة أو علمیة، ولا تخرج عن الإطار العام الذي عھدناه في طلبة الیوم، غیر أنھ لم یلغ فكرة الانتخابات التي انجزھا الطلبة بممارسات انتخابیة حضاریة تمثل انموذجا یحلم بھ كل غیور ومحب لقیمھ النبیلة وجامعتھ ووطنھ، كنت أراقب واشارك في تنفیذ قانون الانتخاب واجراءاتھ مع زملائي في الجامعة، وكان الجمیع یحرصون على انجاح الانتخابات بشفافیة واریحیة ومسؤولیة، كنا نراھم على الدقة والموضوعیة والتعامل مع الجمیع بنظرة واحدة بعیدا عن أفكار الطلبة ومنافساتھم الجمیلة، كنا نقول لھم نحن نراھن علیكم في ھذا الیوم الدیمقراطي كي تخرج الانتخابات امام المجتمع الاردني بازھى حلة، كانوا یستجیبون بحب واحترام، وجدناھم ینطلقون من ّ أن الجامعة ھي وطنھم الجمیل الذي یزرع فیھم بذور الخیر والحب والمعرفة، ویغدق علیھم العلم والبحث والاستقصاء والانتماء والعطاء . ّ والافتخار، ودیدنھم ھذا الصرح العلمي الذي خرج العلماء والرجال الأوفیاء لقد انتھینا من اجواء الانتخاب المریحة الى مجلس منتخب یضم أطیافا متنوعة، ھو مجلس العمل الصحیح الذي یؤسس لبنیة معرفیة وعلمیة منافسة؛ فھو لیس شیخةً أو لفئة أو لتیار دون أخر، إنھ لطلبة الجامعة على اختلاف أفكارھم وألوانھم وأحلامھم، فھل یعي أحبتنا ُنشئت وھي الحاضنة الحقیقیة للعمل الطالبي، ھذا الدور الذي یناط بھم بعد ھذا الانجاز الدیمقراطي؟ خاصة أن الجامعة الأردنیة مذ أ وكانت وستبقى المنارة الحقیقیة للمجتمع الأردني الذي ینتظر الیوم نتائج انتخاباتھا لما تعكسھ من مزاج عام قد یكون مؤشرا لقانون الانتخاب الذي تعده الحكومة لعرضھ على مجلس النواب. ومطلوب من الناجحین ان یكونوا نواة حقیقیة للفكر الجامعي النظیف ولطموحات المجتمع الطالبي الجامعي، والأمل أن یكون ھدفھم البحث عن المعرفة والعلم والتكنولوجیا وأثرھا في حیاتھم وعصرھم؛ عصر التقنیة والبحث والمنافسة والعولمة، والحلم بالإبداع والتمیز والتنافس، وان یحملوا رماحھم إلى العمل التطوعي البناء الذي یرفع .من سویة جامعتھم ووطنھم وبعد، علینا ان نقرأ بعنایة وعمق قانون انتخابات مجلس طلبة الجامعة الأردنیة ونتائجھ وكیفیة ادارة انتخاباتھ كي ندرك أن الجامعات اذا امتلكت الإرادة والتصمیم تصنع المعجزات، وھذا ما قامت بھ الجامعة بكل كوادرھا لكي تصل ھذه اللحظة المھمة، ومع ذلك ما نطمح إلیھ قانون عصري یفید من تجربة الجامعة الاردنیة، ولتبقى تجربة الجامعة الأردنیة سجلا ناصعا في ذاكرة الأردنیین، وما نتمناه أن یدرك الطلبة أھمیة ھذه التجربة، وأن یعرفوا أن الجامعة یجب أن تبقى بیتھم الدافئ یدفعون بھ إلى العالمیة والتمیز والإبداع. وإذا كان من تحیة نزجیھا في ھذا الیوم العزیز فھو لطلبة الجامعة الاردنیة الذین كانوا بمستوى المسؤولیة، ولاساتذة الجامعة الذین آثروا ان یعملوا بسمتھم الاكادیمي لأجل نجاح ھذه الانتخابات، وللموظفین الذین كانت لبصماتھم اثرھا البین ولإدارة الجامعة ولجان .الانتخابات ولإذاعة الجامعة التي نقلت الفرح والكلمة لحظة بلحظة ولكل من شارك في ھذا الیوم الدیمقراطي الجمیل