الوصول بالتعليم لمساحات جغرافية واسعة تتعدى حدود المملكة، والأهم الوصول به لمن هم غير قادرين على تحصيله لظروف ألمت بدولهم، أو لظروف خاصة، هي دون أدنى شك معادلة نجاح تعليمية بتفوّق وجدارة وسابقة تعليمية تقف لها كافة المدارس في علوم التربية والتعليم تقديرا وسعيا لتحذو حذوها.منصة إدراك التي أطلقتها جلالة الملكة عام 2014، حالة تعليمية نقلت التعليم برمته من مساحات ضيقة لأخرى أكثر اتساعا وأكثر فائدة، والأهم أكثر سهولة، محققة بذلك شكل التعليم الالكتروني بأفضل حالاته، غير محددة عملها بأطر جغرافية، فوصلت لأكثر من مليون طالب من الأردن ومن دول مختلفة، وأسست لنهضة تعليمية ناضجة.إدراك اليوم وصلت لأكثر من 6ر1 مليون متعلم في العالم العربي، وتُقدم 82 دورة في مواضيع مختلفة مثل مهارات التوظيف والأعمال التجارية والصحة واختصاصات العلوم والتكنولوجيا، لتكون بذلك تجربة أردنية عربية رائدة في مجال التعليم الإلكتروني، وتشكّل وحدة عربية تعليمية استثنائية، ذلك أن المستفيدين منها من كافة الدول العربية، يلتقون عند هدف سام واحد وهو نيل التعليم والمعرفة.مؤسس مجموعة «علي بابا» الصينية ورئيس مجلس الادارة التنفيذي، جاك ما، وبعد زيارة لإدراك أعلن عن تقديم منحة بقيمة ثلاثة ملايين دولار كمرحلة أولى لدعم التعليم في الأردن من خلال مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، بالإضافة إلى دعم جهود الأردن في تقديم التعليم للطلبة اللاجئين، لإيمانه بأن هذه المؤسسات تقوم بدور نموذجي في التعليم وتعزيزه للمواطنين، ولكافة الدول العربية، وللاجئين.الأمين العام لمؤسسة «جاك ما»، جوهنج يو، أشارت إلى «التحديات التي تواجه الشابات والفتيات واللاجئين والطلبة في المناطق الريفية في الأردن، معبرة عن أملها بأن تساعد هذه المنحة في تعزيز قدرة مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية على تحسين التعليم لتلك الفئات، ذلك أن رؤية وقيادة مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية لتحسين نوعية التعليم في الأردن والمنطقة من خلال برامجها المبتكرة والعالمية، ملهمة»، وبذلك إشارة من أضخم المؤسسات التعليمية في العالم بأهمية دور إدراك وسياسات مؤسسة الملكة رانيا للتعليم بشكل عام في تطوير التعليم ولجهة نشره على أوسع نطاق ولكل من يحتاجه.ولم تقف شهادة أمين عام مؤسسة «جاك ما» بأهمية مؤسسة الملكة رانيا عند هذا الحد، إنما قالت «نتطلع للتعلم من مؤسسة الملكة رانيا وتبادل أفضل الممارسات حول تدريب المعلمين والمديرين»، وبذلك شهادة دولية ومن مؤسسة هي الأضخم والأهم عالميا بتميّز واختلاف تجربة المؤسسة بكافة مبادراتها المنبثقة عنها، وأنها تشكّل نموذجا تتطلع له كبرى المؤسسات التعليمية بالعالم للإستفادة منها.متعلمون مستفيدون من إدراك نقلوا من السعودية والجزائر وتركيا، تحدثوا أمام المعنيين في مؤسسة جاك ما عن التأثير الإيجابي للمنصة في حياتهم على الصعيدين الشخصي والمهني، اضافة لشهادات من لاجئين سوريين، كشهادات حيّة لحجم إنجاز المنصة عبر أكثر من أربع سنوات، عمليا نقلت التعليم لمساحة مختلفة بعيدا عن عناوين عريضة لإنجازات تعليمية، يرى بها مراقبون أنها متواضعة إذا ما قورنت بحجم هذا الإنجاز التعليمي الذي ضمن فرصا تعليمية في الأردن والدول العربية.إدراك، واحدة من مبادرات جلالة الملكة التعليمية، التي تحقق يوميا انجازا على مستوى الإقليم، وترسم خطا ورديا في فسيفساء وحدة تعليمية عربية، تجعل من التعليم حاضرا لمن يسعى لنيله، دون عناء أو تكلفة مالية، إلى جانب وصولها لأكثر من مليون ونصف المليون طالب وطالبة ، أسست لواقع تعليمي ثريّ ونموذجي، تتطلع له كبرى مؤسسات التعليم العالمية.