عزم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السماح بانشاء ثلاث جامعات طبية اثنتين في عمان والثالثة في العقبة جنوب المملكة خطوة في الاتجاه الصحيح ومطلب منذ سنوات للعديد من المستثمرين وقطاع واسع من المواطنين الذين يرغبون بدراسة العلوم الطبية على مستوى الطلبة وعلى مستوى اولياء الامور الذين في الغالب يميلون الى تدريس ابنائهم مثل هذه الدراسات .لمثل هذا التوجه الكثير من الفوائد التي ستنعكس حتما على القطاع الطبي والصحي وعلى الطلبة وذويهم وكذلك على الاقتصاد الوطني بشكل عام وعندما تبدأ الجامعات الثلاث باستقبال الطلبة للدراسة فيها فان عدد الدارسين للعلوم الطبية سوف يرتفع بشكل ملحوظ، وبعد تخريج الفوج الاول سوف تبدأ عملية انحسار النقص في الاحتياجات من هذه التخصصات كما ان الطالب الذي يجد امكانية لهذه الدراسات في بلده لن يضطر للبحث عن جامعات خارج الوطن وسيحافظ على العملة الصعبة داخل الوطن، والامر الاخر الذي يشكل اهمية خاصة بالنسبة للقطاع الطبي هو سد النقص في مختلف الاختصاصات الطبية على المدى البعيد خاصة وان هناك حاجة ماسة للعديد من هذه الاختصاصات التي يعني استمرار النقص فيها واتساع دائرة هذا النقص حدوث فجوة في جيل المتخصصين وزيادة الضغط على العاملين منهم وتفاقم معاناة المرضى الذين يعانون أمراضًا صعبة ومستعصية . الجامعات الثلاث التي يعني نجاحها فتح الافاق امام الطلبة الاردنيين والخريجين من حملة البكالوريوس لمواصلة دراساتهم الجامعية في الدرجة الاولى والماجستير والدكتوراة؛ ما يعني القضاء على مشكلة النقص في تخصصات القطاع الطبي الى جانب استقطاب الطلبة العرب وغير العرب للدراسة فيها خاصة وان عدد هذه الجامعات لن يقتصر على ثلاث فقط، وانما سيجد مستثمرون في قطاع التعليم فرصة رائعة للاستثمار في هذا المجال في وقت لاحق .ويعتبر الاردن بيئة جاذبة للاستثمار التعليمي والدراسة في الجامعات الاردنية لما يتمتع به من قدرات وكفاءات عالية علميا واداريا وتنظيميا وعند الحديث عن دراسات العلوم الطبية فان للاردن انجازات مسجلة تحظى باعتراف واحترام دول العالم وعندما يجتمع التعليم المتميز مع المستوى الطبي المتقدم جدا فان هذا يعني ضمان نجاح الاستثمار في هذا النوع من التعليم وتخريج طلبة على مستوى علمي متقدم ومتطور يواكب كل ما هو جديد في العالم .تغيير نمط امتحان الثانوية العامة بالتوازي مع توجه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سيحقق فوائد جمة ويؤدي الى احداث نقلة نوعية على صعيد التدريس والدراسة واختيار التخصصات العلمية من قبل الطلبة وتحقيق نهضة علمية على مستوى المملكة خلال سنوات معدودة وسيحول هذا المشروع الريادي، الجامعات الطبية الاردنية الى مقصد للطلبة العرب والاجانب الراغبين بالدراسة في جامعات عربية وشرق اوسطية وهي فرصة استثمارية يجب التعامل معها بايجابية ودقة متناهية .اما انشاء جامعة طبية في مدينة العقبة فسوف يعزز القطاع التعليمي جنوب المملكة ويختصر الجهد والوقت على الطلبة ويتيح الفرصة لهم لمزيد من الخيارات التعليمية ويشجعهم على البقاء في مناطقهم والعمل فيها ويحد من هجرة ابناء الجنوب الى الوسط والشمال ويحافظ على تواجد الكفاءات في اماكنها ومواقعها .