كنّا صغاراً عندما عرفنا الأردنية، فعرفنا صغاراً الحب وأدركنا معانيه الصافية.
للأردنية مكانة في وجدان الأردنيين ولربّما لا ينافسها سوى الجيش العربي فكلاهما قوات مسلحة؛ الأول بالسلاح والثانية بالمعرفة والعلم. وكلٌ على ثغرة من ثغور الوطن. وأنت تقف أمامها ترى فيها وجه الحسين العظيم، وتراها كأنها ترتدي شماغاً مهدّباً. تقف الأردنية شامخة عنيدة وواثقة، كما وصفي التل.ما إن تدخل من بوابتها المقبّبة حتى يخطر في بالك بيت الجواهري:"وسرتُ قصدك لا كالمشتهي بلداً لكن كمن يتشهى وجهَ من عشقاً"
حكايات عبقة ملأت زوايا الجامعة الأم، حدثتني سروة عجوز خلف برج الساعة عن كلّ العشاق الذين جلسوا تحتها، عن كل ملامح الحبّ التي جعلت أشجار الجامعة أكثر خضرةً وأشسع طولاً، حدثتني كيف كانت تصغي لكلماتهم وكيف كانت تحميهم من أشعة الشمس وكيف كانت تتحمل ألم نحتات العاشق ناقشاً اسم محبوبته.الله حتى سروها لا يخون ..قلتفقالت: بروا وما باهوا. يجمع حبّ الأردنية القوّة والرقة بشكل متناغم."ألذ من قُبلٍ تاهت بمن تاهوا"
طقوس الجامعة بفرادتها من قهوة عادل عجيبة اللذة، فيها من روح الأردنية، قشعريرة نشيد الجامعة، شعلة التخريج، السرو والقباب، فتاة تطعم عصافير درج الرئاسة، برج الساعة، مطعم "مطبخ" الجامعة، الغربان الصديقة، المكتبة ودرجاتها. الشارع الممتد من برج الساعة الى الطبّ شريطة أن يكون فارغاً، الشتاء في الأردنية، عمادة شؤون الطلبة بشطرنجها ومرسمها وكورالها. إذاعة الجامعة، الديناصور، الطائرة، القطار، الحافلات الداخلية. وجوه طلاب الجامعة المختلفين بأفكارهم وتوّجهاتهم، ولكنهم بأُلفة يتعلّمون في كنف واحد وفسيح.
الأردنية، بيت المعرفة والعلم، قبلة المحبّين. نبارك لها اليوم مركزها المتميز محلياً وعربياً. وأمنيات كثيرة لها بالمزيد من التقدم والتميّز كما عهدناها.وسنبقى نردد مع نشيدها.باسم اردننا اسمها يكبرحول رايتها كلنا نلتقيقد بنينا لها في العيون وطنوحلفنا لها أن يعيش الوطن.وستبقى جبين الوطن وقلمه الحر وعقل الدولة النيّر. المعشوقة الاولى كل عام وأنتِ بخير يا أردنيتنا وكل عام وأنتِ الحب كلّه."أنتِ النساء جميعاً ما من امرأة أحببت بعدك إلّا خلتها كذبا"