أطلقت الجامعة الأردنية مبادرة لجمع مبلغ مئة مليون دينار لتطوير الجامعة الأم.
لا يهمّنا من أطلق المبادرة وكم المبلغ، ما يهمّنا هو كيف سننجز الأمر ولا أعني هنا بإنجاز الأمر التمكّن من جمع المبلغ بل كيف سننفقه وعلى ماذا وكيف نُنجح إنفاقه.
والأهم من هذا كلّه كيف نستطيع أن نستغل المبادرة لإدخال مفهوم التبرع لقاموسنا.
نجاح هذه المبادرة هو في كسر ثقافة عدم التبرع، أما الجانب الآخر الذي لا يقلّ أهمية هي الثقة التي تراجعت كثيراً للأسف ولا لوم، فمن أوصلنا إلى هنا هي القرارات الخاطئة والمسؤول المتخبّط المرتجف الذي لا يسمع نصحاً.
ما أوصلنا إلى ما نحن عليه هم أولئك الذين لم يخرجوا من مكاتبهم وانكمشوا بحجم بريد واختبأوا خلف مكاتبهم بل تحتها.
هذه المبادرة فرصة جديّة لإعادة الثقة وتعزيزها
وشكراً للأستاذ الدكتور رئيس الجامعة إذ طرح هذه المبادرة بكل جرأة وثقة.
المبادرة ليست لتطوير الجامعة فقط بل لتطوير البلد وتطوير الثقة والإدارة والإرادة.
الأردن بعظمته ورقّته وطموحه وجرأته هو الجامعة الأردنية والعكس صحيح. إن كانت الأردنية بخير فكل شيء قابل للتصحيح وبالتالي الأردن بخير.
أما المحبِطين المحبَطين الذين يطلّون علينا من فوق فشلهم لأنهم دوماً خائفون فاشلون، فهم لا يملكون سوى النقد المسيء الذي لا خير فيه ولا منفعة.
محتكرو النجاح وليتهم ينجحون مرة. هؤلاء عار إن مرّوا من الأردنية يوماً.
وأما من ينتقد بلغة المشاريع والخطط والعمل الجاد، وبلغة المحبة والإصلاح والنقد البنّاء فهم أهل الأردنيّة. أهل الأردنيّة ليس من درس أو عمل فيها بل كل الأمة.
إن اختلفت مع إدارة الجامعة فلا يكون خلافك مع الأردنيّة كمؤسسة وبيت معرفة وواجهة البلد المعرفية. الأردنية دار العلم وقلم البلد وعقل الدولة. نقد الإفشال والإحباط هو نقد الحاقد. عندما يتعلّق الأمر بالأردنية فلا خلاف بيننا.
هذه دعوة لكل الأردنيين للوقوف مع الجامعة كلٌ حسب مقدرته وطريقته وأسلوبه. ودعوة خاصة لطلبتها وكل من عمل ويعمل فيها أن يكون كل منّا سفيراً لهذه المبادرة.
بحقّ ما قدمته الأردنية منذ أكثر من خمسين عاماً من تنوير وتوعية ونهضة وصلاح وإصلاح
وبحق جامعها ومجمعها وسروها وقبابها وبرجها ونشيدها. بحق حلمنا الذي رعته وحبّنا الذي ربّته وعقلنا الذي بنته وسرنا الذي حفظته وطموحنا الذي حملته، أن نبقى عند العهد والوفاء.
لنا مآخذ على المبادرة واستفسارات ولدينا نصائح ونقد نوصلها عبر قنوات وطرق وبأسلوب لا يحبط المبادرة.
الحبّ أولاً والثقة ثانياً والإدارة ثالثاً.. بهذا ننجح
والأردنية لا تعرف الهزيمة ولا تهزم.
ستبقى شامخة ما بقي الأردن
وستبقى نورٌ يضيء الطريق