تعزّز الجامعةُ الأردنية، التي تأسست عام ١٩٦٢ كأول جامعة في الأردن، قيم المساواة والعدالة، والحرية واحترام حقوق الإنسان بما يصقلُ وينشئ شخصيةً متوازنة وفعالة، تنخرط في المجتمع وتحمل تلك المبادئ والقيم.
تقدّم الجامعة مجموعة من المناهج والمقررات الإجبارية التي تطرح على مستوى الجامعة ككل، بالإضافة إلى نشاطات لا منهجية على المستوى العام، ومن هذه المقرّرات الدراسية، مادة التربية الوطنية، ومادة العلوم العسكرية، وهما مقرّران لكل طلبة الجامعة. أما مادة حقوق الإنسان فهي تُخصص لطلبة كلية الحقوق، ولا يوجد مقررات عامة في الديمقراطية، ولا تطرح الجامعة الأردنية أي مقرّر حول المواطنة لكافة الطلبة.
تحتوي المناهج المقررة كالتربية الوطنية على كنوز وفيرة في العملية التعليمية تعدُّ ركنًا أساسيًا وهامًا في العملية التعليمية، له خصوصيته التي تميزه عن غيره بتركيزه على بناء الإنسان الأردني وزيادة ثقافته الوطنية، والعمل على تنشئته محبًا للوطن. إلى جانب تعزيز وتعميق القيم الإيجابية وتعديل السلوك من خلال الفهم الحقيقي للمبادئ الأساسية للمجتمع المتحضر والقيم الأصيلة من الحرية المسؤولة، المساواة والعدالة ونبذ العنف بكل أشكاله.
أما مقرر العلوم العسكرية تكمن أهدافه في التركيز على أن حب الوطن من الإيمان ووجوب المحافظة عليه وعلى أمنه واستقراره والدفاع عنه، يثمل الدور المباشر الذي تلعبه القوات المسلحة في التنمية في توفير قاعدة متينة من الأمن والاستقرار، وهذا يشكل أساسًا صلبًا يمكّن الأفراد من العمل بارتياح نفسي وطمأنينة وتفرغ كامل للإنتاج الذي من شأنه دفع عجلة التنمية والنهوض بمستوى الأردن في كافة المجالات التنموية.
وهذا وتقوم عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية في إعداد العديد من البرامج والنشاطات التي تساهم في عملية البناء الديمقراطي وتعزيز قيم المشاركة مثل الحوار الديمقراطي، وكذلك معارض متخصصة ذات صلة بالمواطنة وتعزيز قيمها لدى الطلبة، ناهيك عن خدمة المجتمع التي يخصص لها برامج داخل وخارج الحرم الجامعي يشارك بها العديد من الطلبة.
ويتبع لعمادة شؤون الطلبة نادي العقل وحقوق الإنسان الذي يعدُّ من أهم أندية العمادة ويُعنى بتوعية الطلبة والمجتمع بالقوانين والأنظمة والتعليمات، ويسعى للحرص على تطبيقها، ويهتم النادي ويركز أيضًا على الجوانب الحقوقية للإنسان والمواطن على وجه العموم والطلبة على وجه الخصوص، ويسعى النادي لخلق حالة وعي طلابية بالحقوق والواجبات ضمن القانون والأنظمة والتعليمات.
ومن الأندية الأخرى المهمة في الجامعة ، نادي أجيال السلام وحل المنازعات الذي يسهم في نشر ثقافة السلام والحدِّ من العنف الجامعي باستخدام الرياضة من أجل السلام وتوعية الطلاب لما يحدث من عقبات ومشاكل في الجامعات تحت شعار "لا للعنف"، واستغلال الوقت بالتطوع لتفعيل دوره بالمجتمع.
إن الديمقراطية ليست شكل نظام سياسي، بل تتعدّاه إلى ثقافة عامة تشمل جملة من القيم الإنسانية ذات أهمية بالغة واحترام حقوق الإنسان، الإيمان بالعدالة، والمساواة القانونية، وحقوق الإنسان والحريات العامة على مختلف مستوياتها، باعتقادنا أن الديمقراطية نهج حياة وسلوك يومي يمارس داخل المجتمع، وهذا يدفع إلى القول بأهمية مؤسسات التعليم العالي مثل الجامعات في أهمية دورها في عمليات التحولات الاجتماعية والسياسية والفكرية .
كما أن نشر مبادئ قيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمواطنة تبدأ من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية. والجامعات هي جزء أصيل في بناء وصقل شخصية الفرد الطالب ليكون في النهاية عضو فاعلًا في المجتمع، وباختصار فقد عرف رسبوسو Resposo الجامعة بأنها "تمثّل مجتمعًا علميًا يهتم بالبحث عن الحقيقة، وإن وظائفها الأساسية تتمثل في البحث والتعليم وخدمة المجتمع وتنمية أفراده وتنمية طاقاته ووسائله، وتنمية الموارد البشرية والحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية".