اليوم (الاثنين)، سأكون في الجامعة الأُردنية، ضيفاً على مؤتمر «المجتمع الأردني في مئة عام»، الذي ستقيمه بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى للدّولة... وسأستبق الحدث -على طريقتي- بالكلام عن النّشيد الذي كلّفني بكتابته، قبل سنوات عديدة، دولة الدكتور عبدالسلام المجالي، رئيس الجامعة، آنذاك، واقتراحِ الملحّن الذي أَراه قادراً على تقديم الأَفضل، فكتبتُ النّشيد، وقدمته «لأبي سامر»، الذي شَكّل لجنةً خاصة من كبار الأساتذة، كان على رأسهم هو شَخصياً، ومعه نائبُهُ الأستاذ الدكتور محمود السّمرة رحمه الله، وهو من هو في الأَدب العربي، وبخاصّة في الشّعر...
وحظي النشيد بالموافقة، وجاء دور التّلحين.. فاتصلتُ بالمرحوم الفنان شاكر بريخان، الذي كان بالصّدفة، موجوداً في عمّان، وكلّفناه بالأمر، فأبدع فيه -بعد أن أبدى «أَبو سامر» ملاحظات أَثبتت لنا أنّه يعرف بالموسيقى أكثر ممّا يعرفهُ الموسيقيون، وكذلك في الشِّعر.. فأصابتني الدّهشة (أنا والملحّن)، وقلتُ له: أَفهم أنّك ضليعٌ في الشعر، ولكنّي لا أَفهم من أين لك هذه المعرفة بالموسيقى.. فأجابني بطريقته المُذهلة، في شرح بعض الأمور الفنية الدّقيقة.. التي أثارت إِعجاب الموسيقار، بدولة الدكتور عبدالسّلام (السياسي، العسكري، الطبيب).. ونفّذنا أنا والملحّن ما طلبَه -وكان مُحقاً في كلِّ ملاحظاتهِ... وحتّى لا أُطيل أكثر، كانَ نشيد الجامعة- الذي يُردّده خريجو «أم الجامعات» في كل احتفالاتها.. وأنا جدّ سعيد بما جرى قبل عدة عقود، وهو شرفٌ لي أن أكون صاحبَ النّشيد، الذي سأَستمع إليهِ صباح اليوم، في حفل افتتاح المؤتمر العتيد، الذي دعاني لحضوره معالي الرئيس الأستاذ الدكتور نذير عبيدات.. والمشاركة في الحفل بقصيدة «هُنا رغدان»، التي كتبتها بمناسبة المئوية.. وقيل لي: إِنّ ثمّة مفاجأةً أُعدّت لي -لا أدري ما هي- ولا بدّ في آخر السّطر من تقديم واجب التحيّة لرؤساء الجامعة منذ التّأسيس، ولأساتذتها، ولخرّيجيها الذين أصبح قسمٌ كبيرٌ منهم مسؤولين من الصّف الأوّل في الدّولة، على مدىً يزيد على نصف قرن.. (بمعنى أنّ عمر أم الجامعات) يساوي نصف عمر دولتِنا، التي أُصِرُّ على أنْ أصفها دائماً بأنّها «الدولة الفتيّة» باعتبار أن أكثر من نصف أبنائِها من الشّباب، والنصف الثاني هو أيضاً من الشباب!
وأخيراً وليس آخراً أقول:
المنى عندنا ثوبها أَخْضَرُ
باسم أردنِّنا إِسْمُها يكبرُ!