تقرير: هبة الكايد
مُمّهِداً كل الطرق نحو حلمه الكبير، ينتظر بطل رفع الأثقال وطالب الجامعة الأردنية عمر الكركي، بصبرٍ وتصميمٍ اللحظة التاريخية التي يُرفع له فيها السلام الملكي في الأولمبياد أهم محفل دوليٍّ رياضيّ.
يقول الكركي حول تلك اللحظة: "إن السلام الوطني لا يُرفع إلا لاثنين: رئيس الدولة والرياضي"؛ ومنذ أن سطعت داخله تلك الفكرة وحفرت مكاناً عميقاً لها داخل وجدانه، والكركي يسعى للسلام الأغلى، ذلك الذي سيُرْفَعُ له كما يأمل ويسعى ويجد ويجتهد عند انتزاعه ذهب الأولمبياد.
وحتى يأتي ذلك اليوم المشهود، ويتحقق الحلم الكبير، فإن في لوحة شرف الكركي عديد الإنجازات المهمة محلياً وعربياً ودولياً؛ ففي الوطن، وفي الدول الشقيقة والصديقة، رُفِعَ لإنجازات الكركي العلمُ، وعُزِفَ السلامُ الملكيُّ المهيب.
رقمٌ واحدٌ فقط يستهوي الكركيّ الطالب بِقَدْرِ ما هو بطلٌ، والبطلُ بقدر ما هو طالبٌ، إنه الرقم واحد؛ رقم التفوق المبين، أما الرقم الثاني والثالث، أما كمائن الفضة ونشوة البرونز فلا تعني له شيئاً، فللمعان الذهب سطوع التجلي، وله عنفوان الزمان، كما يرى ويتخيل ويندفع.
2009 هو عام الانطلاق، وأول المجد، عندما أخذ شقيقه الأكبر محمد بيده نحو آفاق أرحب في فسحة الكون وأبجديات الوجود.
وبعزم وثبات، مواصلاً الليل بالنهار، أصرَّ الكركيُّ على التفوق في البعدين: الأكاديمي الدراسي والرياضي التنافسي، وكان له ذلك بحصوله على معدل 94 % لأول مرة، حيث كانت معدلاته قبل التحاقه بالرياضة لا تتجاوز 70%.
واستمر برسم طريقه كما يحلم، وصمّم أن يكون من أوائل الطلبة في مرحلة التوجيهي، وشدّ عزائمه ليحصل على 96% في الصف العاشر، وتوالت النجاحات ليحقق 98.9 في الصف الأول ثانوي، ويصل إلى مراده في التوجيهي ويكون الأول بمعدل 97%، رغم مشاركته في كثيرٍ من البطولات تلك الأعوام وآخرها البطولة العربية في المغرب عام 2011 التي صادف موعدها سنته الدراسية الأخيرة "التوجيهي" وحصوله على فضيتين آنذاك.
لم يقف الكركيّ عند هذا الحد؛ فجاء انضمامه إلى منتخب الشباب ومنتخب الناشئين والكبار سبيلا للمشاركة في جميع البطولات المحلية والعربية وحقق جملة من الانجازات محليا؛ حيث حصد المراكز الأولى في سبع بطولات مملكة، وخمس بطولات استقلال، وأربع بطولات أندية، وختامها كان عام 2012 الذي حصل فيه على كأس أفضل رفعة نتر على مستوى الأردن.
أما دوليا، فقد حصل الكركي على المركز الأول في البطولة العربية عام 2010 التي أقيمت في عمّان وفاز بذهبيتين وفضية، وحقق المركز الثاني في البطولة العربية عام 2011 التي أقيمت في المغرب وفاز بفضيتين وبرونزية، وأخرى برونزية في نفس البطولة للعام الذي يليه، وبرونزية ثالثة في البطولة العربية للعام 2013 في الدوحة، كما حصل الكركي على فضيتين في كل من بطولة غرب آسيا وبطولة كأس العرب وبطولة الأندية العربية وبطولة كأس قطر الدولية في العام نفسه، إضافة إلى مشاركته في بطولة الدورة الآسيوية في كوريا والبطولة العربية في تونس عام 2014.
الكركي، يحضِّر هذا العام 2015 لثلاث بطولات متتالية بطولة التضامن الإسلامي التي تعقد في تركيا آذار الحالي، بطولة غرب آسيا في نيسان المقبل والثالثة وهي الأهم، بطولة الدورة العربية التي تقام في شهر تموز القادم؛ ويطمح الكركي أن يكون علم الأردن هو الأعلى والأول كما تعود دائماً.
حتى موعد البطولة العربية، فإن الكركيّ المفعم حيوية وشباب، لا يكون قد حقّق كل ما يصبو إليه، فبعد إنجازاته المحلية والعربية والآسيوية، ها هي أنظاره تتجه صوب العالمية ليعزف السلام الملكي في بطولات كبرى كبطولة ريو 2016، وهو يرتدي قميص المنتخب الوطني، ويتحلى بإصرارٍ لا يلين من أجل تقديم كل ما بوسعه لهذا الوطن الذي يقدم لأبنائه كل شيء.