سناء الصمادي- اثناء مروري بالصدفة من امام بوابة الجامعة الاردنية وردت لذهني فكرة كانت وليدة الساعة ان اطرق بابها للسؤال عن فرصة عمل لي، تعييني على متاعب الحياة وقسوتها.
وبالفعل دخلت الحرم الجامعي لأول مرة في حياتي وكانت مكتبة الجامعة اول مبنى ادخله لاقابل مديرها انذاك الدكتور هاني العمد الذي رحب بي وشرحت له معاناتي وحاجتي الماسة للعمل، فوافق على الفور وتمت اجراءات تعييني وخلال ايام باشرت عملي في هذه المؤسسة الثقافية والفكرية انها رائدة المكتبات الاردنية "مكتبة الجامعة الاردنية".
بهذه الكلمات العفوية والدافئة تحدث الموظف المتقاعد من المكتبة احمد عطية العوراني خلال زيارته للمكتبة قبل ايام ومشاركته العاملين فيها حفل افتتاح مصلى المرحومه عبير التميمي الذي اقيم بجوار المكتبة لخدمة روادها وطلبة الجامعة وزوارها.
ويصف العوراني شعوره بسعادة غامره عندما التحق بالعمل في البدايات في قسم المستودعات الشريان الرئيسي للمكتبة ليتم بعد اشهر نقله الى ديوان المكتبة ثم يعين موظف امانات ليستقر به المقام العمل كمراقب في اروقة المكتبة.
ويقول ضيفنا انه نسج مع طلبة الجامعة علاقة وديه اساسها المحبة والاحترام والثقة المتبادلة ويؤكد انه كان يحرص على بذل جهوده لتقديم اعلى مستويات الخدمة للطلبة من حيث ارشادهم لاقسام المكتبة والمحافظة على اغراضهم وامتعتهم من حقائب ومحافظ شخصية ومواد وقرطاسية ووسائل تعليمية في اماكن خصصتها ادارة المكتبة لروادها اثناء قيامهم بالمطالعة والدراسة واستعارة الكتب والمؤلفات والمواد المكتبية المتنوعة.
ويؤكد العوراني انه كان يشعر بمتعة العمل وقيمته، وكان يساعد زملائه في قسم الاعارة في تنظيم الكتب التي اعيدت بعد استخدامها على الرفوف بعد انتهاء عمله الرسمي كمتطوع وبدون مقابل.
شاهد ضيفنا مراحل التوسعات الكبيرة التي شهدتها المكتبة خلال الاعوام الماضية ويشير الى اجمل محطاته العمليه مشاركته مع نخبة من طلبة الجامعة والعاملين فيها يتقدمهم رئيس الجامعة الدكتور اخليف الطراونة بإزالة الثلوج عن الاشجار اثناء العاصفة الثلجية (اليكسا) التي اجتاحت الجامعة عام 2013.
ويؤكد العوراني ان بلوغه السن القانوني الذي ينهي عمل الموظف بحسب انظمة العمل في الجامعة كان السبب الرئيسي لتقاعده، بيد انه مستمر في زيارة الجامعة ومكتبتها بين الحين والاخر والالتقاء بزملائه العاملين فيها.
نال ضيفنا محبة واحترام زملائه وخريجي الجامعة الذين يعرفونه اثناء ارتيادهم للمكتبة ويؤكد انه يلقى الاحترام من الخريجين الذين ينتشرون في الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة التي يراجعها .
ويختم العوراني حديثه "لأخبار الجامعة الالكترونية" ان رحلته العملية في الجامعة والتي امتدت لاكثر من ثلاثة عقود علمته الصبر والتضحية واحترام الاخرين والصدق والوفاء للوطن ولجامعته الغالية.
ويتمنى للجامعة الاردنية ومكتبتها مزيدا من التقدم والرفعة ولأهلها وروادها التوفيق والنجاح.