أخبار الجامعة الاردنية (أج أ) محمد المبيضين - قال عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد الخطيب إن الهجمة الشرشة على الدين والتدين أصبحت ظاهرة في مواقع التواصل الاجتماعي من استهزاء بالدين والمتدينين، إلى التشكيك بحاجة الفرد والمجتمع إلى الدين باعتبار أن الحياة المعاصرة قد تجاوزت هذه المفاهيم القديمة.
وأضاف خلال افتتاح احتفالية الكلية بيومها العلمي الذي أقيم اليوم بعنوان "الحاجة للدين: حقيقة أم وهم!" أن البعض يرى أن الإنسان هو سيد نفسه ولا ضرورة للدين، بعد أن أصبح لا يخاف شيئا ولا يقف أمام تطوره أي عائق مستشهدين بنظريات التطور المتعلقة بالإنسان والأديان.
وأشار الخطيب إلى أن التطورات والتغيرات الهائلة والسريعة والمستجدات أثرت ثأثيرا واضحا حتى طالت الثوابت والقيم الاجتماعية والأخلاقية كلها, الأمر الذي انتقل أيضا إلى التكنولوجيا والتطور الهائل يوما بعد يوم ما سلب من الحياة الجوانب الأخرى التي هي الأثمن والأغلى وأعطاها غذاء ماديا مضاعفا، مما أدى إلى نقصان غذاء الروح ويعزف الإنسان في عالم من الماديات وينسيه ما هو أهم بل ويجعله ينكر كل شيء غير مادي وملموس.
وأكد عميد الكلية أن الدين روح الوجود الإنساني، وهو من الناحية العقلية الذي يحل ألغاز الوجود، وأن الإيمان الديني فطرة عامة في البشر، والإلحاد هو الشذوذ والدين ضروري للإنسان لأنه يمنحه الحوافز التي تدفعه إلى الخير وإن لم يكن وراءه نفع مادي، كما أن الدين يمنحه الروادع التي تردعه عن اقتراف الشر والرذيلة وارتكاب الجريمة بأنواعها.
وشهد حفل الافتتاح تكريم نخبة من الأساتذة العلماء الذين انتهت فترة عملهم في الكلية لبلوغهم السن القانونية؛ وهم الدكتور راجح الكردي والدكتور عارف أبو عيد والدكتور محمد نبيل العمري ومناهل زيد الكيلاني .
وكرمت الكلية أيضا كلا من الدكتور باسل الشاعر وإيمان الوريكات لعطائهما المتميز وسيرتهما الطيبة في خدمة مسيرة الكلية وطلبتها والباحثين فيها.
وتم تكريم مجموعة من الطلبة من أصحاب المبادرات والإبداعات المتميزة في حقل التعليم والأنشطة اللامنهجية وهم سارة القضاه وزينب أبو يعقوب وبشرى أبو رياش وولاء داؤود وأوس الحطاب.
وأعربت الكلية عن امتنانها وتقديرها للبنك الإسلامي الأردني ومصرف الراجحي وشركة الإسراء للاستثمار الإسلامي على دعمهم المستمر للأنشطة العلمية والبحثية التي تنفذها الكلية وكرمتهم بهذه المناسبة.
وقدمت خلال فعاليات اليوم العلمي عشر أوراق علمية متخصصة في ثلاث جلسات عمل، تناولت الجلسة الأولى (الحاجة للدين حقيقة أم وهم ) وتطرقت لمواضيع الحضارة والدين والتدين فطرة أم اكتساب؟ والدين والدم والقانون والدين ونظرية المعرفة.
وفي الجلسة الثانية التي عقدت تحت عنوان (حديث الشباب حول الدين ) سلط باحثون الضوء على العقل والدين والعلوم الطبيعية والدين وأثر التنوير والحداثة على الدين.
اما الجلسة الثالثة والأخيرة فتناولت (الدين في الشعوب غير العربية ) وتم عرض موضوع حول أثر الدين على الأقليات المسلمة في الصين والتجربة الإسلامية في تركيا.