أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) سناء الصمادي- أكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات على ضرورة إعادة النظر في مخرجات ونتاجات البرامج التعليمية، ومدخلات البرامج وتطويرها لمواكبة متطلبات العصر وحاجات المجتمع؛ إذ يتطلب ما حصل في الفترة السّابقة وما فرضته الجائحة على العالم كله من تغييرات نفسية واجتماعية وسيكولوجية تشاركية حقيقية وفاعلة بين إدارة الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية، وتحلٍّ بالصبر للوصول إلى نتائج أفضل للجميع.
وأشار خلال استضافته عبر أثير إذاعة الجامعة الأردنية، في برنامج "بلا تردد" مع أمان السائح، إلى أهمية أخذ هذه التغييرات وطرق الاستجابة للتحديات القائمة بعين الاعتبار، كي نتمكّن من الارتقاء بالعملية التعليمية.
وقال عبيدات "إننا سعداء بعودة الطلبة للجامعات بعد انقطاع دام ما يقارب السنتين، وهذه العودة يجب أن تقترن بالأمان من خلال تطبيق كافة البرتوكولات الصحية، والالتزام بإجراءات السلامة العامة والتباعد في القاعات الصفية والساحات وارتداء الكمامات مع أخذ المطاعيم لتفادي زيادة عدد الحالات، فهناك ما نسبته 25% من الطلبة لم يتقلوا المطعوم بعد، ونحن في الجامعة الأردنية نعول على التزام طلبتنا بتلك الإجراءات حتى لا نشهد انعكاسات سلبية على الجانب الصحي، وكي لا تتجه الجامعة إلى تطبيق أي عقوبات تتعلق بهذا الشأن".
وأضاف أنه ستكون هناك مراجعة للبرتوكول الصحي بعد مرور ثلاثة أشهر على عودة الطلبة خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الطلبة، إن شهدنا إصابات بينهم لا قدر الله. وعليه؛ فإنّ الجامعة تتجه إلى إجراء فحوصات عشوائية سريعة لكلّيات ومراكز ودوائر الجامعة.
أما على صعيد البنية التحتية؛ فإن الجامعة عملت على إعادة تأهيل شاملة، خاصة في القاعات التدريسية واعتماد وسائل التعليم الحديثة اللازمة، لتوفير بيئة تعليمية مناسبة، وذلك بعد أن أقرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خطة وطنية لإدماج التعلم الإلكتروني مع التعلم الوجاهي.
ونوه عبيدات إلى أن بعض الكليات ما زالت بحاجة إلى مزيد من التحسين في بنيتها التحتية، إذ هناك نقص بالتجهيزات والأجهزة وضعف بالشبكة العنكبوتية، وعزا تلك الأمور إلى ضيق الوقت، مؤكّدًا أنّ الجامعة بصدد حلّ هذه المشاكل.
وأكّد عبيدات أنّ الجامعة ستعمل جاهدة على تجهيز كافة القاعات لتكون مناسبة لآلية التعلم الهجين والمدمج والإلكتروني، لافتا إلى أنه تم تجهيز ما نسبته 40%-50% من القاعات بحيث يُتاح بث المحاضرات للطلبة من خارج الجامعة ليتشاركوا الحضور مع الطلبة في القاعات الصفية، مع زيادة سعة حُزم الإنترنت المُخصّصة لهم من 1جيجابايت إلى 2 جيجابايت، مُثمّنًا في هذا السياق دور وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة لدعمها الجامعات وزيادة حزم الإنترنت للطلبة.
وقال عبيدات إنّ هناك عبئًا كبيرًا على الجامعة حين يتعلق الأمر بموسم القبولات، سواء أكانت قبولات الطلبة الصادرة عن وحدة القبول الموحد في وزارة التعليم العالي أم قبولات برنامج الموازي.
ولتحديد من لهم الأولويّة في الحصول على مقاعد في البرنامج الموازي، اعتُمدت نتائج فحص المفاضلة الذي عقدته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حسب عبيدات. وقد أخذت الجامعة بعين الاعتبار عدد المتقدمين بالطلبات حسب طبيعة الشهادات، كي يجري اختيار المقبولين بعدالة وشفافية، مشيرا في هذا السياق إلى أنه ستُعلن الجامعة باستمرار إن توفّرت شواغر للقبول في البرنامج الموازي حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وكشف أيضًا أن الجامعة تدرس إقامة حفل تخريج لطلبة الجامعة داخل الحرم الجامعي لكنّه سيكون خاليًا من الجمهور. ولإنجاز ذلك، تسعى الجامعة للحصول على الموافقات الرسمية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإقامة الحفل، وذلك بما ينسجم مع إجراءات السلامة العامة وأوامر الدفاع والوضع الوبائي. وفي حال الحصول على الموافقة، سيُعقد الحفل في ملعب الجامعة الأردنية، منوّها إلى أنّ الأمر ذاته ينطبق على إمكانيّة إجراء انتخابات اتحاد الطلبة.
وتابع عبيدات أن الجامعة الأردنية تمتلك طموحًا للتّوسع وتحقيق التطوّر الذي طالما سعت إليه. كما إنّنا أدركنا، بسبب ما عايشناه في ظلّ الوباء الذي تسبب به فيروس كورونا، الحاجة لتعزيز الاهتمام الأكاديمي والبحثي بالصحة العامة، الأمر الذي يمكن تحقيقه بتأسيس برامج تعليمية تُعنى بالسكان وكبار السن والتغير المناخي والمياه وصحة المجتمع النفسية، والبرامج التي تهتمّ بالأوبئة، مع ضرورة توطين هذه البرامج في كلية جديدة عابرة للكليات تحت مسمى "كلية الصحة والسياسات العامة"، تضم أساتذة وخبراء من داخل الجامعة وخارجها، وشدّد عبيدات أنّ الجامعة تسعى جاهدة لتطبيق مشروع هذه الكلية خلال السنتين المقبلتين.
وأضاف بأنّه لا بد من تحسين وتطوير برامج البكالوريوس والدراسات العليا وإعادة النظر في البرامج المطروحة وفق رؤيا مستقبلية تخدم رسالة الجامعة وتسهم في تلبية طموحاتها وحاجات المجتمع سواء المحلي أم الإقليمي أم العالمي.
ووجه عبيدات رسالة إلى طلبة الجامعة داعيا فيها إلى مواكبة التغييرات في المعرفة والتكنولوجيا والعلوم والتركيز على الإبداع والتفكير وتقبل واحترام الرأي الآخر، من خلال الانفتاح والشفافية بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والإدارة.
وفي ختام اللقاء أثنى عبيدات على دور مجلس التعليم العالي الذي يُعدّ الداعم الأكبر للجامعات.