ثاني هذه الأزمات، برأي عيادات، هي أزمة الهوية لتكون مظاهرها العنف والتطرف والانقسام ويعاني منها الفرد والمجتمع والدولة ما يفسر حالة الاغتراب التي يعيشها البشر، مبينا ان ما عمق الشعور بأزمة الهوية هذا الفشل المتراكم في إيجاد الحلول "فباتت الازمات والاستبداد والتخلف الاقتصادي والضعف العسكري والاحتلال والاستعمار والعولة عوامل جديدة في تعميق ازمة الهوية المستعصية".
وينطلق المؤتمر في فلسفته من البعد الإنساني متجاوزا لمقولات قومية أو شوفينية؛ ليستكشف آفاق التغيير الجذري الذي سيُحدثه مفهوم" النزعة الإنسانيَّة" على استراتيجيات التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تنسحب تلك "النزعة الإنسانية" على الخطاب الديني النهضوي لتوضيح مساهمة المقاربة الإنسانية-الحضاريَّة للدين في تحقيق النهضة في المجتمعات العربيَّة.
وتطرح منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية، خلال المؤتمر، تصوراً لمشروع "نهضة" في المجتمعات العربية، يستمد مكوناته من دراسة عميقة وشاملة لخبرات وتجارب "النهضة" المختلفة في العالم العربي، ويعيد تأسيس مقولاتها على قيم الإنسانية والتعايش والعدالة.