قد يرى بعض الناس أن لا حاجة لنا بالأدب ، لأنه أمر زائد عن الحاجة وأنه شكل من أشكال الرفاهية ، التي يمكن الاستغناء عنها، وأن التنكر له أولى بنا ، ولا سيما في هذا الزمن الذي ينصرف فيه الناس إلى الصناعة والتجارة والتكنولوجيا والطب والاقتصاد والإعلام. ولذلك فإننا نجد أن المنشغلين بالأدب إبداعا أو بحثا يتعرضون في بلداننا وفي زمننا للإقصاء والتهميش ولم يعد لهم سوق أو أولوية في أذهان كثير من أولي الأمر.
والواقع أن الأمر على خلاف ما يظن هؤلاء الظانون، فازدهار الأدب كان دائما وما زال مقترنا بالازدهار الحضاري والعلمي ومؤشرا عليه وعلامة من العلامات الدالة عليه، وتكفي الإشارة في ذلك إلى العصر العباسي وإلى أيام الحكم العربي في الأندلس؛ فقد كان الأدب في أوج ازدهاره كما كان المشهد العلمي والحضاري.