يوم أمس وبدعوة كريمة من رئيس الجامعة الأردنية ونوابه المحترمون لملتقى النخبة الذي يضم قامات وطنية ومعرفية وخبراتية بإشراف الوجيه الفاضل الدكتور محمود الدباس ، و بعد القيام بجولة داخل الحرم الجامعي قُدِم لنا إيجازا عن منجزاتها وترتيبها المشرف والمتقدم على مستوى الجامعات في العالم التي تتجاوز 40 ألف جامعة ؛ حيث تحتل الجامعة الأردنية مرتبة متقدمة من ضمن أول 500 جامعة على حسب المقاييس العالمية لتصنيف الجامعات . وكم كنا فخورين أيضا بكليات الطب و التمريض والصيدلة اللواتي صنفن من أفضل 300 كلية متميزة بالعالم .
مع كل هذه الإنجازات ومن خلال حسن الإدارات المتمثلة برؤسائها السابقين ورئيسها الحالي الأستاذ الدكتور نذير عبيدات والهيئات التدريسية المتميزة ؛ فإن هذه الإنجازات يصاحبها ألم شديد وقوي من ضعف الإمكانيات والمصادر المالية اللازمة لتحديث وصيانة المباني التي تجاوز عمرها السبعين عاما وتطوير الوسائل التكنولوجية التي تواكب العصر الحديث من حيث تجهيز قاعات الكترونية و دعم مشاريع البحث العلمي و الإبداعات والاختراعات الطلابية .
ألم كبير وقوي قد شعرنا به نحن الضيوف من قلة المخصصات الحكومية لهذه الجامعة !! وشعرنا أن هناك عمليات جراحية فورية يجب أن يتم إجرائها لهذه الجامعة بحيث تبقى ضمن مجال المنافسة مع أقوى الجامعات العالمية ، و لتبقى عجلة التقدم والتطور مستمرة لكي تعود على الوطن بالقوى البشرية المتعلمة و المدربة التي يحتاجها الوطن للتطور والتقدم .
الألم الذي شعرت به كان فظيعا ، خصوصا عندما علمنا أن مخصصات مركز التوثيق للمخطوطات العربية و الأردنية والفلسطينية لا يتجاوز مليون دينار سنويا ، و أن عدد موظفينه لا يتجاوز ثلاثة أشخاص !!! علما أنه هذا المركز يحتوي على أهم المخطوطات و الوثائق من سجلات المحاكم الشرعية والأحوال المدنية في كل من الأردن وفلسطين وبلاد الشام والخلافة العثمانية .
الألم اشتد وجعا عندما عرفنا أن الإعلام الأصفر لا يتوانى عن التركيز على الأخطاء طبيعية الحدوث ويُشَهِّر بالجامعات ويسيء لها دون النظر للإنجازات والابداعات التي سطرتها في نوعية التعليم و تميّز الخريجين و النسب العالية من التعيينات في القطاع الخاص لخريجينها .
الجامعة الأردنية تدرس الأن عمل مشروع تسويقي للقاعات والمدرجات تطوعيا، بحيث تفتح باب التبرعات لتأثيث قاعاتها من بنية تحتية وكراسي ومعدات حديثة و الكترونية متطورة ، ليتم إطلاق أسماء المتبرعين على هذه القاعات والمدرجات والمختبرات ولتكون أيضا صدقة جارية لمن يحب أن يطلق عليها أسماء الأموات من ذوي المتبرعين .
أخيرا أود القول بأن الأجر و الثواب في إعمار الجامعات و ترميمها و دعمها أعظم من أجر بناء و زيادة عدد الجوامع لأن لقمة في فم جائع خيرا من بناء ألف جامع ، فما بالكم بتغذية أمة بعلمٍ نافع يقدم من خلال جامعاتنا الجامعة الأردنية أهزوجة وتغريدة وطن وتهليلة المساجد والكنائس ، الجامعة الاردنية إرث وطني حضاري يجب أن يدعم.