أخبار الجامعة الأردنيّة (أ ج أ) - التقت إذاعة الجامعة الأردنيّة اليوم، وعبر برنامج ضمّة ورد، مع الخبير في مجالي النّفط والطّاقة المهندس زهير الصّادق للحديث حول جدلية وجود كلٍّ من الغاز و النفط في الأردن من عدم وجودهما.
وفي ردِّه على سؤالٍ حول مدى توفّر النفط والغاز بكمّيّات تجاريّة في الأردنّ، أشار الصّادق إلى وجود دراساتٍ تُشير إلى توفّر الأردنّ على كمّيّات تجاريّة من النفط والصّخر الزّيتي بالفعل، إضافة إلى وجود المعادن من مختلف الأنواع بكمّيّات كبيرة، ضاربًا الأمثلة على النّحاس والذّهب واليوارنيوم، لافتًا إلى أنّ ثراء الأردنّ هذا بكلا الغاز والنّفط يُخوّله من كفاية حاجته مع وجود فرصة للتّصدير أيضًا، إذا ما تمكّن من استخراجه بكفاءة أوّلًا.
وعلّق الصّادق على طُرُق استكشاف النفط والغاز المُتّبعة واصفًا إيّاها بغير الصّحيحة، فمن المعروف أنّ إعلان اكتشاف حقلٍ نفطيٍّ في أيّ دولة يتطلّب العثور على بئرين إلى ثلاثة، ولدينا في الأردن أكثر من حقل، ضاربًا الأمثلة في حقل السّرحان الذي يضمّ 14 بئرًا، وحقل الأزرق بـ33 بئرًا، مع تواجد 8 آبار في المرتفعات الشمالية، و10 إلى 12 بئرًا في البحر الميّت، لكنّ المشكلة في تلك الحقول تكمن في أنّها أُنجزت بنسبة خطأ تصل إلى 90% حسب عديد من التقارير.
وأضاف مُدلّلًا على ذلك بدراسة أنجزتها شركة هنديّة، خلُصت، بعد أخذِ مسحات جيوفيزيائيّة ثلاثيّة الأبعاد توخّيًا لدقّة أعلى، أنّ معظم الآبار في حقل حمزة حُفرت خارج التركيبة المرجوّ الوصول إليها، ما يُصعّب استخلاص البترول منها.
وأشار الصّادق إلى أنّ النّفط في حقل السّرحان يُعدّ من أجود أنواع النّفط في العالم، إذ تصل نسبة كفاءته إلى 43%، لافتًا في هذا الصّدد إلى تقريرٍ أعدّته شركة آرامكو السّعوديّة التي اشتغلت في المنطقة، يرصدُ في طيّاته أنّ النّفط في الأردنّ في تحسّن مستمرٍّ ما يُدلّ على مدى جودته.
ولدى سؤاله عن استفسارٍ شاع بين النّاس حول السّبب في عدم امتلاك الأردنّ للنّفط رغم أنّ دول الجوار جميعها تمتلك شيئًا منه، أجاب الصّادق بأنّ الحدود السّعوديّة الأردنيّة، وبعد الحفر فيها، عُثر فيها على آبار غاز تنتج مئتي مليون متر مكعّب، أي إنّ الطّبقة المُولّدة للنفط والغاز تمتدّ من السّعوديّة إلى الأردنّ وحتّى غرب العراق وصولًا إلى حقل عكاس المُدرّ للغاز كذلك، لكنّ القضيّة برمّتها تتعلّق بحجم العمل المبذول في سبيل الوصول إلى الغاز أو النّفط.
بالنّسبة للصّخر الزّيتي، فأشار الصّادق إلى أنّ الأردنّ كما هو معروف البلد الثّالث في العالم في حجم الاحتياطي، مُقدّرًا إمكانيّة استخراج 18 مليار برميل نفط حدًّا أدنى من هذا المخزون، و40 مليار برميل حدًّا أعلى، لكن، ما يُعيق تلك المسألة هو الكلفة المُرتفة لإنتاج النفط من الصخر الزيتي.
وفي ختام اللقاء، طالب الصّادق بأن يُعقد مؤتمر وطنيّ يجتمع فيه المسؤولون والخبراء ووسائل الإعلام، ليقدّم الجميع مقترحاتهم حتّى يُتوصّل إلى نتيجة مُرضية.