موقع الجامعة الاردنية
من نحن
أرسل خبراَ
إتصل بنا
الرئيسية
مؤتمرات وندوات
زيارات ووفود
مجتمع الجامعة
شؤون الوطن والتعليم العالي
طلبتنا
رياضة
الأردنية في الصحافة
أرشيف الأخبار
English
مقالات أخرى
د.أحمد بطاح
عبد السالم المجالي.. إرث من الإنجاز
د. محمد واصف
سائرُ الجسد: الجامعة الأردنيّة والمشهدُ الصّاخب؛ أكانَ صاخبًا حقًّا؟
د.مهند مبيضين
مجلس عمداء الأردنية في الموقر
أثناء استضافة لناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب عبر أثير إذاعة الجامعة الأردنيّة
"رواشدة": على فئة الشباب أن تلعب دورًا محوريًّا في المستقبل
خلال استضافته على أثير إذاعة الجامعة الأردنيّة
"البلعاوي": مرض الكوليرا لا يمكن أن يشكل جائحة وخطورته متدنية
د. عزت جرادات
بإيجاز: ذكرى تأسيس الجامعة الاردنية
الأستاذ الدكتور مهند مبيضين
الجامعة الأردنية: أكثر من جامعة
أثناء استضافته عبر أثير إذاعة الجامعة الأردنية
"نزّال": دخول الأردن في قائمة أكثر المقاصد شهرة نقلة نوعية في مجال السياحة
د.مهند مبيضين
نهاد الموسى .. خمسة عقود في تصحيح اللسان العربي
إذاعة الجامعة الأردنية
إذاعة الجامعة الأردنيّة تستضيف رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب للحديث عن اتفاقية التعاون الأكاديمي المشترك
العميد المتقاعد هاشم المجالي
الجامعة الأردنية ونداء استغاثة
في لقاءٍ له على إذاعة الجامعة الأردنيّة
رئيس غرفتي صناعة الأردنّ وعمّان: الصناعة الأردنية تطوّرت إلى حد كبير آخر 20 إلى 30 عامًا
اذاعة الجامعة الأردنية
إذاعة الجامعة تستضيف خبيرًا في مجالي النفط والطّاقة للحديث عن وجوده في الأردن
د.عدنان الطوباسي
كيمياء الأردنية : حياة متدفقة
عبر أثير إذاعة الجامعة الأردنية
"عبيدات" يؤكّد على زيادة الإنفاق الرأسمالي والتركيز على الإيفاد
1 - 15
قناة Youtube
د. إبراهيم خليل
في الذكرى العاشرة لرحيل السواحري
تصادف هذه الأيام الذكرى العاشرة لرحيل القاص الأديب خليل السواحري، الذي فجعت به الأوساط الأدبية في التاسع من آب 2006 في وقت نحن أحوج ما كنا فيه لبقائه بيننا، والاستماع لآرائه وقراءة ما يكتبه من مقالات في السياسة، وفي شئون الحياة اليومية، والثقافة، رحل عنا وفي جعبته الكثير من المشروعات الأدبية التي كانت تنتظرُ الإنجاز. وهو الناقد، والأديب، القاص، الذي عُرف بأسلوب في بناء القصة، ولغتها، قلّ من يشاكله فيه، أو يناظره. وتعد قصص « مقهى الباشورة « إحدى درره التي لايتم الكلام عنه دون الإشارة إليها، والتنبيه على ما فيها من حسن الأسلوب، ومزاياه.
ففي قصة «المتفرجون» يقترب النموذج المقدسي من المقاومة خطوة أخرى تضاف لخطوات أخرى تتجلى في قصص منها « أول يوم «، و «نفس تمباك « « و « الطريق إلى القدس « و « المختار « وأخرى غيرها، من أبطالها عطا أبو جلدة، وسلمان الهرش، وغيره.. فالسيدة الوحيدة في القصة (أمّ أحمد) امرأة كبيرة السن، تقيم في أحد أحياء القدس الشعبية «حي الواد» وقد أتيح لها من يراقبها مراقبة شديدة، وهو الراوي، الذي ظنّ فيها الظنون،لا لشيء إلا لأنه لاحظ عزلتها عن الآخرين، وقدومها متأخرة في الليل إلى بيتها الذي تغطي نوافذه الستائر بصفة دائمة، فالغموضُ الذي يحيط بها يحفزه على الارتياب بسيرتها، وأنها ربما كانت بائعة هوىً، على الرغم من أنَّ عمرها لا يسمح لها، ولا يؤهلها لاحتراف هذه المهنة الغريبة على أهالي «حي الواد».
وبسردٍ بطيء يقنعنا المؤلف أنّ الراوي أصبح على ثقة من صحّة شكوكه، فيحمل نفسه حملا على ملاحقتها من مكان لآخر، ثم يغتلي ارْتيابُه بها عندما يشاهدها تتحدث مع سيدة أخرى في المنزل في وقت متأخر من الليل، مما يذكي في نفسه الرغبة في الوصول إلى ما يكشف عن حقيقة هذه المرأة. لم يترك وسيلة من وسائل المراقبة، والاستفسار، والتحقيق، إلا لجأ إليها، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ في يوم الجمعة الدامي الموافق للذكرى الثانية لعدوان 5 حزيران 1967 تتبّع الراوي الفضولي -كثير الغلبة- أمّ أحمد، ليكتشف من موقع قريب من الحرم القدسي الشريف، صالح للمراقبةِ، و(الفرجة) أكثر من غيره، أنها بعد صلاة الجمعة كانت تقود النساء في مظاهرة انطلقتْ من أمام المسجد، وكانت ترفع بيديها لافتة كتبت عليها عبارات بخط كبير تندّد بالاحتلال، وتؤكد، بإصرار، عروبة القدس.
وتتعرَّض أمُّ أحمد لما تعرض له آخرون غيرها من المتظاهرين من قمع، وضرب، ومطاردة على ظهور الخيل، وفي اليوم التالي نشرتْ الصحف خبرًا عن استشهادها فيمن استشهدوا في المسيرة. قرأ الراوي الخبر قراءة من لا يحسن سوى الفرجة على الآخرين، يقول في القصة: « فكرتُ أنَّ بإمكاني الانتظار في الساحة الخارجية لباب الساهرة. فمن هناك سيكون التفرّج على المسيرة أكثرَ وُضوحاً، وأقل تعرّضاً للأخطار. « فهاجسه أن يراقب بعيدًا عن الخطر بدلا من المشاركة في المسيرة. ويقول في موضع ثان ٍ: سمعتُ ولولة حادة، تنساب بين جموع الرجال الذين اصطفوا يتفرجون مثلي على المشهد المروّع. « وهذا ينمّ عنْ أنّ المؤلف يُحمّل التبعة على الرجال الذين يكتفون بدور المتفرج. ويكرر في القصة ألفاظاً من مثل: مراقبة، أراقب، ملاحقة. وهذا يؤكـّدُ أنّ النموذج المقاوم في هذه القصة دون غيرها من قصص المجموعة نموذجٌ نسائي.
وإذا أضفنا هذه المواقف لمواقف سابقة عبرت عنها قصص أخرى، لاحظنا أن صدمة الاحتلال، ووجهت بالصمت أولا، وبالتردد والموقف السلبي بعد ذلك، ثم بتمني الرد والتصدي على عَسْف الاحتلال وجنوده، وأخيرا الإضراب، فالتظاهر والاستشهاد، وذلك كله يتزامن في الواقع مع التحولات الكبرى التي شهدها شعب فلسطين بصفةٍ عامَّة، وأهالي بيت المقدس خاصة، من اتجاه نحو المقاومة بشتى الوسائل، والأدوات. تلك هي أهم المؤشرات التي تنبه إليها السواحري في زمن مبكر عن النموذج الوطني الفلسطيني، لكن الرياح لا تجري بما تشتهي السفن، فها نحن أولاء بعد سنوات طويلة من الاحتلال نكتشف أن التغيير الذي كان يتوقعه لم يحنْ بعد. والواقع أن من يعدْ قراءة مجموعة « مقهى الباشورة « يجد فيها نافذة جديدة لنظرة تختلف عما كان قد رأه فيها قبلا. وقد يتراءى لنا أنّ الأديب الراحل كتبها وفي وكده أن يحقق الدرجة القصوى من التواصل مع القارئ المتلقي، بصرف النظر عما إذا كانت أركان القصة الأخرى تحقق له الدرجة المرجوة من الإتقان الفني، أم لا تحقق.
فهاجسه الأول، والأخير، أنْ يتفاعل القارئ بما في القصص جملةً، وتفصيلا. ابتداءً من العنوان، ومرورًا بأسماء الشخوص، وانتهاءً بالنسيج اللغوي الذي يهيْمنُ عليه طابع التواصل، أو لنقل: التفاعل النصي بين المرسل (الكاتب) والمرسل إليه (القارئ) فكيف يحقق كاتب قصصيٌّ مثل هذا التفاعل عن طريق اللغة، التي هي مادة السرد، ومحتواه، إذا سلمنا- جدلا- أنَّ الحكاية – في نهاية المطاف- لا تبتغي شيئا يتجاوز هذا الهدف التواصلي؟
الجوابُ عن هذا التساؤل نجده في ما حرص عليه الكاتب من الاقتراب باللغة السردية من القارئ، ونحن نجد في كلمة « اقتراب « تعبيرًا افتراضيًا غير دقيق، لأنّ الواقع يشيرُ إلى التحام الكاتب – من خلال اللسان- بالقارئ. فهو يعبّرُ عن الحوادث، وعن الشخوص، وعن المواقف، والأماكن، بكلام هو من كلام القارئ ذاته، لا سيّما ذلك القارئ الذي يقف المستوى الثقافي حاجزًا بينه وبين فهْم الكاتب. لهذا ينتهك القاصّ سلطة الكتابة، باعتبارها لغة مُنْضبطةً، ومنقَّحة، وفصحى، لا تخلو من تصنّع، مستسلمًا لإيقاع المَحْكيّ الشفوي. فالراوي العليم، الذي يتكرَّرُ في قصص كثيرة، يروي الحدث، أو المشهد السرديَّ، من خلال رؤية الشخصية للحدث، ومن خلال ما يدور في خلدها من حوارٍ داخليّ. فها هو ذا ينقل إلينا ما يراه عطا أبو جلدة في « باب العامود» من تجمع للعمال قائلا: « يتكوّم العمال» ويزيد « يلتقطونهم بالسيارات إلى الورش» ففي كلمات: يتكوم، ورش، والمذلة، و» تفو « على هذه الدنيا التي تسير إلى الوراء، ينحو الكاتب لألفاظٍ دارجة ذات وقع دلالي، وصوتي، خاص على وعي القارئ الذي يسمع هذه الكلمات، ويستعملها في حياته اليومية كثيرًا. وبإمكان الكاتب أنْ يستعمل على لسان الراوي، الذي يبدو مثقفًا إلى حدٍّ ما، كلمة مشاجرة، بدلا من» طوشة»، وإهانة، وبدلا من « بهدلة»، وغدًا، بدلا من « بكرة»، وفخورًا، بدلا من متباهيًا، ويقطع، بدلا من « يمزع الشارع نصفين»، وطفتُ بدلا من « بَرَمْتُ « القدس، ويستولي، بدلا من « يَتَسلْبَطُ « التي يكثر استخدامها في مثل هذا السياق، أما تناقر، ومْخَرْمَشة، ومراجل، وتنبل، ومشّاية بدلا من حذاء، فألفاظ تضفي سيرورتها على اللسان طابع الألفة على النصوص، وتجعل القارئ – من حيث لا يدري- يتعاونُ مع الكاتب في إضفاء الدلالاتِ السياقيّة على القصص.
ومع أنّ هذا غيرُ قليل في الكتاب، إلا أنّ القاصَّ لم يكتفِ بذلك الذي يضطلع به المعجم السرْديّ، ولكنه يضيف إلى ذلك - في ثنايا السرد القصصي - عباراتٍ ترتبط بأداءٍ صوْتيٍّ مألوف، ومعين، لدى عامة الناس، ممن يتكلمون اللهجة الدارجة في البيئة التي تتحدَّث إليها، وعنها، القصص، وهي القدسُ، وما يحيط بها من ضياع، وقرى. فشبه الجملة « من زمان» عندما تؤدى بنغمة صاعدة يلازمها الارتكاز النبري على المقطع الأخير، وعلى الصائت الطويل- تحديدًا- وهو الألفُ، توحي بدلالة العبارة « منذ سنين طويلة «. وعندما يقول محمد في قصة» في الطريق إلى القدس « لنفسه: « والله وقِعِتْ يا محمد يا ابن محمود « فإنه لا يقسم بلفظ الجلالة، ولكنّ هذا التركيب الذي يصدر عنه بنغمةٍ معيَّنةٍ يوحي بالندم على ما فرط منه. أو قوله على لسان محمّد في القصة ذاتها « دعْهمْ ينفلقون « فالظاهرُ أنه لا يبالي بما يسمعه من ضحك ساخر بهيئته الزرية في المسبح، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ القارئ يلتقط من هذه الجملة معنىً آخر، وهو أنَّ محمدًا يعزّي نفسه، متظاهرًا بعدم المبالاة.
على هذا النحو يكثر السواحري من العبارات التي يخرج فيها المعنى عن مقتضى الظاهر، فقول البطل في إحدى القصص: « يا الله.. رضاك، ورضا الوالدين « كلام لا ينمُّ على أنه يدعو الله – تعالى- أنْ يُمطره بشآبيب الرضا، ولكنه – على وفق الموقع- الذي يجري فيه التلفظ، يعني أنّه عازم على الذهاب إلى عمله. فكأنه بذلك يقول يا رَزّاق يا كريم، أو توكلتُ على الله. وقد خاطب أحد الشخوص شخصية أخرى بقوله: إن تكلمت بشيء ليكون رأسك هو الثمن» فهذه الجملة المستعملة كثيرًا، والمتداولة في الأعمال الدراميّة، لا يستقبل منها القارئ هذا المعنى الحرفي، بل يتلقاها باعتبارها تهديدًا ووَعيدًا. و» إلعب غيرها يا أبو الفهد « كسابقتها يدركُ الكاتب أنها ضربٌ من التوعّد، والتهديد، وخيبة المسعى. وفي قصة « المختار « نجد الراوي يصف أبا الفهد هذا في مونولوج مباشر « حديدة أبو الفهد حامية «. ومن يقرأ العبارة من غير المحيط الذي كتبتْ عنه القصص، وكتبت لتخاطبه، فقد يذهبٌ به الظنّ إلى أنّ لأبي الفهد هذا حديدةً محماة، ولكن السياق – بطبيعة الحال- مع الخبرة في الموقف، والمكان، والزمان، والناس، وعاداتهم النطقية، والكلامية، توضح لهذا القارئ أن العبارة تعني استعداد أبي الفهد لضرب خصومه المذكورين في القصّة ضربًا شديدًا، لا هوادة فيه، ولا تردّد.
وهذا النمط من التعبيرات متوافرٌ بكثرة في القصص. وبتلقي القارئ لهذا لنوع من العبارات، مع خبرته السابقة التي نشأ عليها، يغدو على كثبٍ من القصص، ومن فحواها، أكثر ممّا لو كانت تقتصر على نسيج لفظي، وتعبيري، نمَطيّ، كذلك الذي اعتدناه في غير القصة من كتابات.
حتى أسماء الأعلام التي تردُ في القصص اختارها الكاتب اختيارًا يقرّبها من الكنى، والألقاب الكاريكاتيرية الساخرة، التي يستعمُلها القرويون من باب التفاكه، والتندُّر، بعضهمْ على بعض. فهذا أبو جلدة، وذاك أبو بلطة، والمختار، والهرش، والأزعر، والفار، والجعّار، والهمشري، إلخ.. أسماءٌ لا تهمّنا دلالاتها – بطبيعة الحال- ولكن يهمُّنا وقعها على القارئ الضمنيimplied reader بتعبير إيزر Iser، فهو بما يُتداول في محيطه من ألقابٍ كهذه، يشعر تجاهها ببعض الألفة، والمحبة، التي تساعده على التلقي، والتفاعل الحميم بالقصص.
ويضيف الكاتب إلى هذا كلّه فيضًا من الأمثال الشعبية الدارجة، التي تتخلل كلا من محكيّ الراوي، وحوار الشخوص، المباشر منهُ، وغيْر المباشر. فقول الراوي، مستبطنًا ما يدور في خلد أبي بلطة، وذهنه، وتفكيره: أن مكاسب الاحتلال « مثل الفجل أوله منافع وآخره مدافع» وهو قولٌ يحرك لدى القارئ ارتباطاتٍ، ودلالات، فيها غير قليل من التهكم، ومِثله قوله: « إنّ ما أكله بيضًا سيخرجُه فروجًا» وهو مثل لم يُفقدهُ الصقل الفصيح ما يوحي به من سخرية لاذعةٍ وحادّة. وهذا غير بعيد عن قول الراوي في قصة» الطريق إلى القدس» تيتي تيتي مثل ما رحت ِ جيتي « فإيقاع المثل ها هنا جعل القصة متناغمة مع الحكاية الشعبية حين تحكى، أو تتلى، أو تردد فيها مثل هذه العبارة للدلالة على العودة بخفي حنين ، أو أن الشخصية في ذهابها وإيابها « من بيت اشكع لبيت اركع».
والمعروف أنّ المثل الشعبي في « النسيج السردي « يؤدي دور الاقتباس من نصوص أخرى في لغة الشعر. فعندما يستدعي الشاعر جزءًا من نصّ، أو منْ حكاية، أو نموذجاً تاريخيًا، أو أسطورة، على سبيل التناص، إنما يحرك عن طريق هذا الاقتباس الكثير من المفاهيم، والإيحاءات، في وعْي المتلقي، وكذلك القاصّ- ها هنا - يربط عن طريق هذه الأمثال، التي تمثل خيوطا رئيسية في نسيج المحكي القصصيّ بين وعْي القاص، ووعي الشخوص، ووعي القارئ الضمْني. أي أنّ التفاعل التواصلي يتحقّق من تبادل الأدوار بينه وبين الكاتب، فكأنّه يسهم إسهامًا في مَحكيّ القصة، وكأن الكاتب يساعد القارئ بهذا الملفوظ على ممارسة « التدليل « أي جعل النصّ يدلّ على كذا وليس كذا، وبهذا يغدو أكثر ثراءً، وأكثر غنىً، وأكثر لصوقاً بالواقع، مما لو كان خالياً من هاتيك العبارات القصيرة المكتنزة التي صاغها اللسان الجمعيّ، لا الفردي. وهذا ينسجم تمام الانسجام مع ما يذهب إليه جادامير Gadamer في « فلسفة التأويل « من ضرورة اندغام الذات ( القارئ) بالموضوع، وهو هنا النص، للتوصل إلى فهم عميق للمحتوى.
ونجاح السواحري في ترويض اللسان، وترويض الحكاية، متنقلا بهما من منزلتهما المعتادة إلى أخرى، تتماهى فيها لغة القصة بلغة القارئ التي تصوّر رؤيته للواقع، بقدْر ما تصوّر رؤية الكاتب، حققَ للقصة القصيرة الدرجة القصوى من التفاعل التواصليّ، وهذا ما يتغيّاهُ الكاتب المؤمن بأنَّ الإبداع القصصي موقف تفاعلي.
* ناقد وأكاديمي من الأردن
نقلا عن صحيفة الدستور بتاريخ 14/8/2016
رجوع
You may be trying to access this site from a secured browser on the server. Please enable scripts and reload this page.
To navigate through the Ribbon, use standard browser navigation keys. To skip between groups, use Ctrl+LEFT or Ctrl+RIGHT. To jump to the first Ribbon tab use Ctrl+[. To jump to the last selected command use Ctrl+]. To activate a command, use Enter.
Browse
Tab 1 of 2.
View
Tab 2 of 2.
Edit
Item
Edit
Series
Version History
Shared With
Delete Item
Manage
Check
In
Check
Out
Open
Alert Me
Approve/Reject
Manage Copies
Workflows
Claim Release
Distribution Approval
Delete Item Version
Restore Item Version
Actions
Run
Now
Reanalyze
Now
Repair
Automatically
Health
Activate
Deactivate
Upgrade
Commands