لا أحد يشعر بمعاناة الشاب أو الفتاة الذين حصلوا على شهادات جامعيّة ثم لم يجدوا فرصة عمل لسنوات عديدة ، مثلما يشعر بذلك افراد أسرته ، الذين يحاولون تخفيف وطأة الحالة النفسية التي يكون الجامعي المتعطّل عن العمل قد وصل اليها ، وهو دائم التفكير في المبالغ النقديّة الكبيرة التي اقتطعتها اسرته من قوت يومها لتوّفر له الرسوم الدراسيّة الفصلية أو أثمان الكتب أو المواصلات وغيرها ، وهو ينتظر يوميا أن يكون اسمه من بين الاسماء التي يطلبها ديوان الخدمة المدنيّة للمقابلة من أجل التعيين دون جدوى ، أو يبحث في الشركات الكبيرة والصغيرة عن عمل يناسب مؤهله أو حتّى لا يناسبه . و يصطدم بأنّ أصحاب العمل يعتقدون بأن من يحمل شهادة جامعيّة يرغب في مكتب وسكرتيرة والحقيقة غير ذلك .