يسألني بعض طلبتي لماذا تعيش الكتابة هذه الايام مآزق ومزالق كثيرة؟ لماذا يغيب تأثيرها؟ لماذا يختلط الحابل بالنابل فيها؟ متى يعود للكتابة دورها؟ لماذا تغيب المعاني السامقة منها؟ لماذا تبدو اسئلتها ومعالجاتها نمطية بلا قيمة؟ أسئلة لا حصر لها تتشكل أمام الجميع؛ القارئ الحصيف والعادي، الطرفان يقرأ يوميا مانشيتات الأخبار، يعرّج على المقالات وعناوينها، يجد نفسه امام كمٍّ هائل يحمل عناوين متنوعة، بعضها يناقش بموضوعية جادة قضايا المنطقة والساعة، وبعضها الاخر بلا معنى، كتابات لكتبة لا قيمة لاطروحاتهم، فيها مفارقات كثيرة؛ لانها فارغة من الفكر والمعنى، ولا تقدم شيئا ذات جدوى. وللاسف تقرأ كتابات لا تتجاوز مسح الجوخ والنفاق والمداهنة والتزلف بطريقة بشعة تؤكد أنّ طعم الكتابة بلا لون وبلا رائحة، نكهته كما الكتابات الافتراضية على شبكات التواصل الاجتماعي؛ خاصةً الفيس بك التي تؤكد استمرارية النفاق والكذب بكل أشكاله وألوانه، وللأسف تقرأ بعض تلك الكتابات فتستهجن تصرفات كتبتها.
نقلا عن صحيفة الرأي بتاريخ 26/4/2017