نحتاج في بعض الأحيان إلى أن نميّز بين الواثق من نفسه وبين الواهم بقدرة نفسه وعظمتها، فالأول يرى الأشياء على حقيقتها ويقيس قدرته على إمكانية الوصول إليها أو عدم قدرته، فمتى أحسّ بقدرته على الحصول عليها فإنّه يتقدّم إليها بكلّ ثقة واطمئنان، وتنعكس ثقته في مثل هذه الحالة على ثبات خطوته واتقاد عينيه واستقامة قوامه وعدم تردّده وسلامة نبرة صوته وغير ذلك، أمّا إذا شعر بأنّ قدرته دون ما يتطلبه تحقيق هدفه، فإنّه يتأنّى ويتراجع إلى أن يحين الوقت المناسب للإقدام عليه.