تصلح زيارة جلالة الملك عبداالله الثاني ابن الحسين، إلى الجامعة الهاشمية يوم الأربعاء الماضي لتكون حالة دراسية، للتعرف على حقيقة المجتمع الأردني، وعلى حقيقة اهتماماته من عدة جوانب، أولها طبيعة العلاقة بين الأردنيين ومليكهم، فقد رسم طلبة الجامعة الهاشمية في لقائهم مع مليكهم وحوارهم معه صورة حقيقية للأردنيين، على طبيعتهم وبساطتهم وتعلقهم العفوي بالعرش الهاشمي، وإخلاصهم له من جهة، ومن جهة أخرى فإن تعابير وجه جلالة الملك وتفاعله مع الطلبة وحواره إياهم عكست حجم فخر جلالته بشعبه وخاصة الشباب منهم، مما يمكننا من القول أن حوار الهاشمية جسد طبيعة العلاقة بين الأردنيين والهاشميين وهذه واحدة من فوائد سنة اللقاء المباشر بين القائد وشعبه التي استنها الملوك الهاشميون منذ تأسيس الدولة الأردنية واعتادها الأردنيون منهم، لذلك يضيق الأردنيون صدراً إذا شعروا أن احداً يريد أن يبني جدرانا بينهم وبين مليكهم. أما ثانيها فمصداقية الحوار التي زادت بسبب عفويته من جهة ومن جهة أخرى أنه تم بلغة واحدة على الصعيدين اللفظي والنفسي، فقد تحدث القائد مع أبنائه بلهجتهم الأردنية التي تدخل عقولهم وقلوبهم بلا استئذان «االله يعطيكم العافية» « ماشاء االله عليكم» «رفعتوا معنوياتي»، وبالمقابل لم يحاول الطلاب التصنع وتغيير لهجتهم الأردنية الأصيلة، بل أن طالب الأدب الانجليزي أبى أن يحيي جلالته بلسان معوج ومرقع، ليظهر بمظهر المثقف على عادة بعض أدعياء الثقافة، لكنه حيا جلالته بقصيدة نبطية عبرت عن مكنونات صدور كل الأردنيين نحو وطنهم ومليكهم.